بمشاركة أكثر من 350 دار نشر ومكتبة من عشرات الدول العربية والأجنبية، انطلقت، يوم 10 أيلول/سبتمبر 2025 وعلى مدى 10 أيام، فعاليات "معرض بغداد الدولي" للكتاب بدورته الـ26 تحت شعار "بغداد تقرأ".
شهد المعرض حضورًا واسعًا من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية والنخب الفكرية والدينية والثقافية والأكاديمية والسياسية، من داخل العراق وخارجه.
تخلّلت فعاليات المعرض، طيلة أيامه الـ10، ندوات، وحلقات نقاشية، وجلسات توقيع الكتب، ومعارض فنية. وأخذت القضية الفلسطينية، بتفاعلاتها الراهنة وامتداداتها التاريخية، حيّزًا كبيرًا من الاهتمام خلال الفعاليات، إلى جانب مختلف عناوين ومسمّيات محور المقاومة.
لعلّ النشاط الذي كان لافتًا للانتباه هو حفل توقيع كتاب "الاستفتاء العام في فلسطين"، والذي يتضمّن آراء الإمام السيد علي الخامئني حول كيفية حل القضية الفلسطينية وفق ثوابت ومبادئ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر "فلسطين في وجدان الإنسانية" ضمن فعاليات المعرض.
شارك في حفل التوقيع شخصيات أكاديمية وسياسية عراقية ومن دول عدة، مثل نائب السفير الإيراني لدى العراق؛ عزيز بناه، الأستاذ في "جامعة المصطفى (ص) العالمية"؛ السيد جاسم الجزائري، مسؤول العلاقات العربية والإسلامية لمكتب حركة المقاومة الإسلامية - حماس في العراق؛ محمد الحافي، القيادي في منظمة بدر؛ الشيخ عبد الرحمن الكاظمي، نائب مسؤول الشؤون الدولية لمؤسّسة الثورة الإسلامية؛ ممثل مكتب الإمام الخامنئي؛ محمد أخكري، والد الشهيد الإعلامي في الحشد الشعبي؛ أحمد المهنا والجريحة الفلسطينية من قطاع غزة؛ أسمهان جمعة.
من جهته، رأى الناشر محمد علي بهاء الدين، في حديث إلى موقع العهد، أنّ "معارض الكتاب لا بد أنْ تحمل رسائل إنسانية وسياسية عميقة"، معتبرًا أنّ "رسالة "معرض بغداد الدولي للكتاب" بدورته الحالية تتمثّل في دعم نضال الشعب الفلسطيني وإسناده وهو يواجه آلة القمع الصهيونية المدعومة من قِبَل العالم الغربي، مع صمت وانهزامية العالمَيْن العربي والإسلامي".
من ناحيته، رأى الباحث السياسي أحمد عبد الرحمن، في حديثه إلى موقع العهد، أنّ "الاحتفاء بكتاب قيّم، عنوانه "الاستفتاء العام في فلسطين"، لسماحة القائد الخامنئي، ينطوي على أهمية كبيرة جدًا، ارتباطًا بطبيعة وجوهر الآراء والأفكار المطروحة في الكتاب، والتي تتعلّق بالخيار الأفضل للتعاطي مع القضية الفلسطينية، وإحقاق حقوق كل مكوّنات الشعب الفلسطيني، من مسلمين ومسيحيين ويهود، من أبناء البلاد الأصليين، وليس المهاجرين والمستوطنين، ووضع حد لجرائم الكيان الصهيوني الغاصب التي تجاوزت كل الحدود، وانتهكت كل المواثيق والقوانين والأعراف والقيم".
جدير بالذكر، أنّ وفدًا فلسطينيًّا كبيرًا، ضمّ كتَّابًا وأدباء ومفكرين، شارك في "معرض بغداد الدولي للكتاب"، حيث تمّ عرض عشرات الكتب في الجناح الفلسطيني في المعرض، توثّق مختلف مراحل وحقب النضال، فضلًا عن تاريخ فلسطين وهُويتها العربية والإسلامية.