اوراق خاصة

البابا لاوون الرابع عشر يختتم زيارته التاريخية إلى لبنان داعيًا إلى السلام والوحدة

post-img

في هذه اللحظات يغادر البابا لاوون الرابع عشر والوفد المرافق له لبنان، لينهي بذلك أول رحلة خارجية له منذ أن تبوأ الكرسي الرسولي، شملت تركيا ولبنان. بعبارات السلام والوحدة والمحبة يودّع البابا لبنان، بعدما شكّلت زيارته موضع اعتزاز وفخر عند اللبنانيين الذين لم يقصروا في الترحيب به والاحتفاء بوجوده .

هذا؛ واستكمل بابا الفاتيكان لاوون الرابع عشر، صباح اليوم الثلاثاء (2 كانون الأول 2025)، زيارته "الرسولية" إلى لبنان في يومها الأخير. استهلها بزيارة مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية والعقلية، في جل الديب القريبة من العاصمة بيروت، بعدما شق موكبه طريقه بين الحشود التي امتدت على جانب الطرق وصولًا إلى المستشفى.

كان في استقبال البابا، في باحة الدير، عائلة جمعية راهبات الصليب من كل مؤسساتها التربوية والكشفية والطبية، حيث توجه بعدها إلى القاعة الداخلية على وقع نشيد خاص بالمناسبة تنشده "جوقة ذخائر أبونا يعقوب" المؤلفة من مرضى المستشفى بعنوان "أملنا". شاركت اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون في اللقاء الذي عقده البابا لاون الرابع عشر في مستشفى دير راهبات الصليب مع الإداريين والأطباء والمرضى وكانت في استقباله إلى جانب رئيسة المستشفى الأم ماري مخلوف.

تخلل اللقاء كلمة للرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب الأم ماري مخلوف، والتي رحّبت بالبابا لاوون الرابع عشر، واصفة إيّاه بـ"رسول السلام والمحبة"، شاكرةً زيارته للدير الذي" يحتضن الفقراء والمرضى ويواصل رسالته رغم الحروب والأزمات وتقصير الدولة". وخاطبت البابا بالقول: "لقد رفعتم للعالم شعارًا إنجيليًا: طوبى لفاعلي السلام، ونحن اليوم نقول إنّ السلام يولد حين تمسك الكنيسة بيد إنسان، شكرًا يا صاحب القداسة لأنكم أب للمنسيّين والمتروكين والمهمّشين كونوا واثقين بأننا ومرضانا وتلامذتنا نحملكم في صلاتنا".

كما ألقى البابا لاوون كلمة في مستشفى دير راهبات الصليب في جل الديب، متوجهًا بالتحية الى الحاضرين، قائلًا: "كانت رغبتي أن أزوركم؛ لأن يسوع يسكن فيكم.. أنتم المرضى والراهبات أؤكد لكم أنكم في قلبي وفي صلاتي". وأضاف: "مساعدتكم للمرضى تعكس قيم المسيح والمسيحية خصوصًا في الأيام الصعبة".

شكر البابا لاوون طاقم المستشفى، مردفًا: "حضورهم وعنايتهم بالمرضى علامة ملموسة على محبّة المسيح وحنانه". وفي ختام الزيارة أدى البابا الصلاة، وتم تبادل الهدايا، وقد قدمت الأم مخلوف له أيقونة مار يعقوب. وغادر البابا لاوون مستشفى دير راهبات  الصليب على وقع نشيد "أملنا"، متوجهًا إلى جناح السيدة، حيث التقى الأطفال في مبنى "سان دومينيك" بعيدًا من الاعلام، ومن هناك توجه الى المرفأ.

في مرفأ بيروت

تابع البابا لاوون جولته متوجهًا إلى موقع الانفجار في مرفأ بيروت، وشق موكبه طريقه بين الحشود التي امتدت على جانب الطرق وصولًا إلى موقع المرفأ، حيث استقبله رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام. وأقام البابا لاوون "الصلاة الصامتة" أمام اللوحة التذكارية التي تحمل أسماء 245 شهيدًا في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب؛ ثم قام بمصافحة أهالي الضحايا، واستمع مطولًا إلى معاناتهم، كما قدم الهدايا الى الأطفال.

البابا في الواجهة البحرية

كما توجه البابا لاوون الرابع عشر إلى الواجهة البحرية، وحيا المواطنين المصطفين لاستقباله، إضافة إلى أصحاب القبعات الزرقاء من قوة اليونيفيل. وعند وصوله، ترأس القداس الإلهي الاحتفالي، في حضور قرابة الـ 120 ألف شخص. ورأى البابا لاوون الرابع عشر، خلال القداس الاحتفالي في الواجهة البحرية، أنه: "في بعض الأحيان تحت وطأة صعوبة الحياة نميل أكثر إلى الاستسلام بدل الشكر، لذلك أدعوكم يا شعب لبنان للمحافظة دائمًا على روح الامتنان". وقال: "نحن مدعوون إلى عدم اليأس". وأضاف: "إنّ هذا الجمال يظلّل بالفقر والمعاناة وبالجراح وبالظرف السياسي الهش وغير المستقر وبالأزمة الاقتصادية وبالعنف والنزاعات".

شارك في القداس رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته السيدة رندا، رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام وعقيلته السيدة سحر بعاصيري، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبطاركة ومطارنة، ووزراء ونواب حاليون وسابقون وشخصيات رسمية وروحية ووفد من الكرسي الرسولي وفاعليات دينية وسياسية واجتماعية .

وكان قد ألقى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، قبل ترؤس البابا لاوون الرابع عشر القداس في الوجهة البحرية، كلمة ترحيبيّة ، قال فيها: "قداسة البابا لاوون، في هذا اليوم وفي هذه اللحظات أتيت إليكم والتفّت من حولكم هذه الجموع الغفيرة التي تشاهدونها قادمةً من لبنان كلّه وحتّى من خارج لبنان لتراكم وتسمعكم وتصلّي معكم وتستقي منكم العزيمة والرجاء والفرح والراحة"، مضيفًا: "هذه الجموع التي تشاهدونها قد أتت من هذا البلد، لبنان، الذي يُعرف ببلد السلام، لتردّ عليكم السلام الذي أطلقْتَموه للعالم أجمع عقب انتخابكم بإعلانكم: "السلام لجميعكم"".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد