تقدّم مكتبة ماريو دي أندرادي في ساو باولو نموذجًا للتراث الثقافي المهدَّد، بعد أن شهدت، يوم أمس الأحد، واحدة من أكثر عمليات السرقة الفنية جرأة في البرازيل خلال السنوات الأخيرة، إذ سرق رجلان مسلحان 13 عملًا فنيًا من المكتبة، من بينها ثمانية نقوش للفنان الفرنسي العالمي هنري ماتيس وخمسة أعمال للفنان البرازيلي كانديدو بورتيناري، قبل أن يفرّا باتجاه محطة مترو أنهانغاباو وسط المدينة.
تمثل الأعمال المسروقة جزءًا من معرض "من الكتاب إلى المتحف"، الذي نظمته المكتبة بالتعاون مع متحف الفن الحديث في ساو باولو (MAM)، وعُرضت فيه كتب وأعمال فنية نادرة من الأربعينيات والخمسينيات، بما في ذلك "كولاجات" نادرة من ألبوم هنري ماتيس (1869-1954) "جَاز" الصادر عام 1947. ويُقدّر أنّ نحو 300 نسخة فقط منه موجودة حول العالم. أما أعمال بورتيناري (1903-1962)، فهي رسوم توضيحية لكتاب "مينينو دي إنجينيو"، الصادر عام 1959 للكاتب جوزيه لينس دو ريغو.
القطع المسروقة ذات قيمة ثقافية وفنية لا تُقدّر بثمن
وصف خبراء الفن، وضمنهم البرازيلي تاديو كياريلي، ناقد فني ومرمّم أعمال فنية، القطع المسروقة بأنها ذات قيمة ثقافية وفنية لا تُقدّر بثمن، وأن احتمال إعادة بيعها ضئيل للغاية بسبب ندرتها. وتأتي هذه السرقة بعد أسابيع قليلة من عملية سطو بارزة في متحف اللوفر بباريس، حيث سُرقت مجوهرات وتاج بقيمة لا تقل عن 88 مليون يورو، ما يعكس التحديات المستمرة في حماية التراث الفني العالمي.
عودة لتفاصيل السرقة، أفادت السلطات بأنّ أحد اللصوص احتجز حارس الأمن وعددًا من الزوّار كبار السن أثناء اقتحام المكتبة، فيما استُعملت حقيبة قماشية لإخراج الأعمال الفنية من صندوق عرض زجاجي. وأكدت سلطات ولاية ساو باولو أنّ المشتبه بهم لا يزالون طلقاء، بينما يراجع فريق من المحققين تسجيلات كاميرات المراقبة للوصول إليهم.
على الرغم من تجهيز المكتبة بكاميرات مراقبة وأنظمة أمنية، يطرح الحادث تساؤلات حول جدوى التدابير الأمنية في أماكن عرض الأعمال النادرة، ويُسلّط الضوء على ضرورة تعزيز حماية التراث الفني في البرازيل والعالم.