حصاد 2025 .. عام التحديات والإنجازات الاجتماعية

محمد باقر ياسين

كان العام 2025 عامًا مليئًا بالتحديات والإنجازات. شهد العالم كوارث طبيعية غير مسبوقة وقفزات طبية وعلمية هائلة وتحولات اقتصادية كبيرة وإنجازات رياضية مهمة، فيما يواصل لبنان مواجهة تحدياته المختلفة والعمل على التعافي في جميع القطاعات.

عالمٌ في مواجهة الطبيعة وأبرز الكوارث في العام 2025

شهد العالم، في العام 2025، سلسلة من الكوارث الطبيعية القاسية، شملت الزلازل والأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات والنشاط البركاني، مسببةً خسائر بشرية ومادية كبيرة، وأكدت في الوقت عينه هشاشة الإنسان أمام التغيرات الطبيعية.

أبرز هذه الكوارث:

1.    زلزال روسيا (يوليو/تموز 2025): ضرب زلزال بقوة 8.8 درجات ساحل شبه جزيرة كامتشاتكا، وصُنّف كسادس أقوى زلزال في التاريخ الحديث.

2.    زلزال ميانمار (مارس/أذار 2025): وقع زلزال بقوة 7.7 درجات في منطقة ساغاينغ، ما أدى إلى مقتل أكثر من 3,300 شخص ودمار واسع في ماندالاي.

3.    زلزال التيبت (يناير/: كانون الأول 2025): ضرب مقاطعة تينغري بقوة 7.1 درجات، ما أسفر عن مقتل 126 شخصًا وتدمير آلاف المنازل في ظروف شتاء قاسية.

4.    إعصار ميليسا (أكتوبر/تشرين الأول 2025): ضرب جامايكا وكوبا وهايتي برياح بلغت سرعتها 185 ميلًا في الساعة، مسببًا خسائر اقتصادية في جامايكا وحدها تقدر بـ 15 مليار دولار.

5.    إعصار سينيار (نوفمبر/تشرين الثاني 2025): تشكّل في مضيق ملقا وضرب إندونيسيا وتايلاند وماليزيا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1,429 شخصًا وخسائر بلغت 19.8 مليار دولار.

6.    إعصار ديتواه (نوفمبر/ديسمبر/ 2025): ضرب سريلانكا، وتسبب بوفاة أكثر من 647 شخصًا وأضرار مادية بمليارات الدولارات.

7.    فيضانات باكستان (يونيو– سبتمبر 2025): تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة بمقتل أكثر من ألف شخص ونزوح الملايين.

8.    فيضانات تكساس (يوليو/تموز 2025): شهدت منطقة هيل كانتري في تكساس فيضانات مفاجئة أدت إلى مقتل 135 شخصًا.

9.    حرائق كاليفورنيا (النصف الأول من العام 2025): سجلت منطقة لوس أنجلوس حرائق غابات كارثية بلغت خسائرها التأمينية وحدها 40 مليار دولار، وهي الأعلى في التاريخ لهذا النوع من الكوارث.

10.    نشاط بركاني في روسيا: ثار بركان كراشينيكوف للمرة الأولى منذ 500 عام بعد أن حفزه زلزال كامتشاتكا.

قفزات طبية هائلة في العام 2025

شهد العام 2025 تطورات صحية هائلة على مستوى العالم، أبرزها:

1.    التقدم في العلاج الجيني.

2.    ظهور لقاحات mRNA واعدة.

3.    التقدم في زراعة أعضاء الخنازير.

4.    ابتكارات في التشخيص والعلاج الروبوتي.

5.    الأجهزة المنزلية الذكية للمراقبة الصحية.

6.    تعزيز الصحة العامة من خلال اتفاقيات عالمية.

أهم الابتكارات الطبية والعلاجية عالميًا:

1.    العلاج الجيني (CRISPR): عولج طفل مصاب بمرض وراثي نادر وتطبيق تقنية تعديل الجينات، لأول مرة، لعلاج اضطراب وراثي قاتل في الكبد.

2.    لقاحات mRNA: تجارب سريرية واعدة لتطوير لقاحات ضد الإنفلونزا، فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، أمراض وراثية، والسرطان.

3.    زراعة الأعضاء: زُرع أول كبد خنزير مُعدَّل وراثيًا في مريض بشري، ونجحت تجارب زراعة أنسجة لعضلة القلب باستخدام الخلايا الجذعية.

4.    الذكاء الصناعي والروبوتات: تطوير نظام “STAR” لاستعادة الحيوانات المنوية النادرة لعلاج العقم.

5.    الأجهزة الذكية: قميص ذكي لرصد نشاط القلب وجهاز منزلي لفحص سرطان عنق الرحم.

6.    أدوات مبتكرة: بخاخ أنفي يحتوي على الأدرينالين لعلاج الحساسية المفرطة عند الأطفال.

7.    أدوية واعدة لعلاج السمنة؛ قد تعالج أيضًا الإدمان والفصام وعلاج غير هرموني لانقطاع الطمث بحبوب تستهدف الخلايا العصبية في الدماغ.

أما بالنسبة إلى الصحة العامة العالمية، فقد سجلت:

1.    اعتماد أول اتفاقية عالمية لمكافحة الأوبئة لتعزيز التعاون والوصول العادل إلى اللقاحات والأدوية.

2.    تمويل الصحة العالمية لمعالجة الطوارئ وزيادة الموارد لدعم النظم الصحية.

3.    اتجاهات الطب الشخصي: تركيز على الطب الدقيق وتكامل الذكاء الصناعي والأمن السيبراني في الرعاية الصحية.

4.    تحديات التمويل: تخفيضات محتملة في المساعدات الخارجية وتزايد الإنفاق الخاص على الصحة.

5.    صيحات العافية: انتشار المشروبات الوظيفية وأقنعة LED وعادات صحية أخرى.

بالإنتقال إلى حصاد الصحة في لبنان، فقد سجل الآتي:

1.    عودة خدمات الضمان الاجتماعي عبر: 

- اعتماد تغطية المستلزمات الطبية بنسبة 90% وإنشاء منصة رقمية للرقابة والتتبع.

- إعادة تقديمات الضمان إلى مستويات ما قبل الأزمة لتخفيف العبء عن المضمونين.

- رقمنة سجلات الضمان الاجتماعي لتعزيز تطبيق نظام التقاعد الجديد وحماية المنتسبين.

- إيجاد حلول تقنية ومالية لتعويضات نهاية الخدمة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية مع تحديات في الحساب والتكاليف.

2- إنجازات وزارة الصحة:

- الحفاظ على سلامة المياه: سحب منتجات “مياه تنورين” لاكتشاف بكتيريا ملوِّثة في أكتوبر/تشرين الأول 2025، وأعادة السماح لها بالعمل بعد التأكد من خلو المياه من البكتيريا.

- صحة الأم والطفل: اعتماد صحة الأم أولوية وطنية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.

- الصحة الرقمية: إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي الصحي(2025–2030).

- تطوير الرعاية الأولية: تعزيز شبكة المراكز الصحية ورفع جودة خدماتها لتكون بديلًا للخدمات الخاصة.

- التغطية الصحية الشاملة: التزام بتغطية 100% لحاملي بطاقة الشؤون الاجتماعية للعمليات الكبرى.

- تطوير البنى التحتية: افتتاح وتجديد لأقسام ومرافق في المستشفيات الحكومية؛ مثل مستشفى الدكتور إميل البيطار.

الاقتصاد العالمي واللبناني وتحولات وفرص

تميز العام 2025 بتحولات اقتصادية بارزة، من: أسعار المعادن، سياسات البنوك المركزية، طفرة الذكاء الصناعي، نمو الناتج المحلي العالمي، وصولًا إلى خطوات نحو التعافي في لبنان بعد سنوات من الأزمات.

في هذا الصدد؛ سجل عالميًا:

1.    فرض رسوم جمركية واسعة أعاد سياسات الحماية وأربك سلاسل التوريد.

2.    تحطم الأرقام القياسية للمعادن الثمينة؛ فقد تجاوز الذهب 3,000 دولار للأونصة، والفضة 35 دولارًا.

3.    السياسات النقدية بتخفيض البنوك المركزية الكبرى لأسعار الفائدة وبدء مرحلة التيسير الكمي.

4.    طفرة اقتصاد الذكاء الصناعي: زيادة الإنتاجية وتصدر الشركات التكنولوجية أسواق المال.

5.    تجاوز الناتج المحلي الإجمالي 115 تريليون دولار، مع بروز الهند التي أصبح اقتصادها أسرع الاقتصادات الكبرى نموًا.

أما على صعيد لبنان، فالوضع الاقتصادي ما يزال ضاغطًا بفعل الأزمات الداخلية المختلفة والعدوان الإسرائيلي الذي خلف كثير من الأضرار والدمار والذي رتب على الدولة بذل جهود لإعادة الإعمار.

أهم المحطات التي سجلت:

1.    محاولة التعافي من آثار العدوان: أطلقت الحكومة اللبنانية رسميًا في ديسمبر/كانون الأول 2025 جهود إعادة الإعمار برصد مخصصات مالية ضمن موازنة العام 2026 لمجلس الجنوب ومجلس الإنماء والإعمار، مع أن المبالغ المرصودة لا تغطي سوى جزء بسيط من الدمار الذي قدّره البنك الدولي بنحو 11 مليار دولار.

2.    قرض البنك الدولي ومساهمات عربية: وافق مجلس النواب اللبناني في ديسمبر/كانون الأول 2025 على اتفاقية قرض من البنك الدولي بقيمة 250 مليون دولار مخصصة حصرًا لبدء إعمار المناطق المتضررة من العدوان. كذلك افتتح العراق مكتبًا تقنيًا في بيروت، في 24 ديسمبر/كانون الأول 2025، للإشراف على تنفيذ مشاريع ممولة من مساهمة عراقية بقيمة 20 مليون دولار.

3.    قانون إعادة هيكلة المصارف: إقرار مشروع قانون لتوزيع الخسائر وحماية صغار المودعين.

4.    استمرار الاستقرار النسبي لليرة اللبنانية مقابل الدولار.

5.    ارتفاع الناتج المحلي إلى نحو 43 مليار دولار مدعومًا بتعافي السياحة والخدمات.

6.    عودة النشاط الصناعي: تنظيم "معرض الصناعة اللبناني 2025" لدعم الإنتاج المحلي والتصدير.

7.    المعارض السنوية: معرض "أرضي" الذي شهد إقبالًا كثيفًا على الرغم من التحديات.

المنافسة والإنجاز.. لحظات رياضية بارزة 

قدمت الرياضة، في العام 2025، إنجازات بارزة عالميًا ومحليًا مسلطة الضوء على البطولات والتتويجات المهمة.

سجلت عالميًا:

1.    كأس العالم للأندية  (FIFA): تشيلسي (إنجلترا) حقق اللقب الأول في النسخة الموسعة لأول مرة.

2.    كأس القارات للأندية (FIFA) : باريس سان جيرمان توج باللقب بعد الفوز على فلامنغو البرازيلي.

3.    كأس الاتحاد الإنجليزي: كريستال بالاس حقق لقبه الرسمي الأول بفوزه على مانشستر سيتي.

4.    كأس إيطاليا: بولونيا تُوّج باللقب لأول مرة منذ 51 عامًا.

5.    دوري أبطال آسيا للنخبة: الأهلي السعودي توج باللقب للمرة الأولى.

6.    كأس العرب FIFA قطر 2025: فاز المنتخب المغربي بلقب كأس العرب FIFA قطر 2025 لكرة القدم، وذلك بعد تغلبه على المنتخب الأردني.

في لبنان:

1.    كرة السلة: تأهل المنتخب اللبناني لربع نهائي كأس آسيا وبدء موسم جديد مثير للدوري المحلي، وتوج نادي الرياضي اللبناني بلقب بطولة أبوظبي الدولية لكرة السلة 2025.

2.    كرة القدم: تتويج نادي الأنصار بلقب الدوري اللبناني للموسم 2024-2025، وانطلاق موسم جديد وسط تحديات اقتصادية أمنية، ومشاركة دولية للمنتخب الوطني في تصفيات كأس آسيا 2027 وكأس العرب 2025.

خلاصة القول، لقد كشف العام 2025 عالمًا هشًا أمام الطبيعة وتقدمًا في العلوم ومتغيرًا في الاقتصاد ومتماسكًا في الرياضة. مع اقتراب العام 2026، يبقى الأمل معقودًا على تحويل التحديات إلى إنجازات وخطط أكثر صلابة لمصلحة الإنسان والمجتمع، وأن يشهد لبنان استقرارًا على الصعد كافة تتيح للمجتمع اللبناني العيش بهدوء وسلام.