هذا؛ وتواجه الصحيفة الأسبوعية دعوات للتحقيق بعدما أعلنت، يوم الجمعة الماضي، حذف تسعة تقارير كتبها الصحافي والعسكري الإسرائيلي السابق إيلون بيري، بسبب الشكوك حول دقتها وتضمنها مزاعم ملفقة حول العدوان المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي. وفي وقت سابق من سبتمبر/ أيلول الحالي، ادّعى رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بقاء قوات الاحتلال في محور صلاح الدين (فيلادلفيا) ضروري، حتى لا يستطيع قائد حركة حماس يحيى السنوار استعماله للهروب مع الرهائن، بحسب زعمه. في اليوم التالي، نشر بيري مقالًا في "جويش كرونيكل" ادّعى فيه أن وثيقة عثر عليها الاحتلال في قطاع غزة كشفت عن مخطط للسنوار من أجل الهرب مع الأسرى الإسرائيليين إلى إيران.
هذه الادعاءات سرعان ما كذّبها جيش الاحتلال والصحافة في الكيان الصهيوني. لكن، ولأنّها لم تكن تلك المرة الأولى التي تتشابه فيها ادعاءات بيري مع أهداف وخطط نتنياهو، بدأ التشكيك في مصداقية الصحافي، فانتشرت تكهنات تقول إنّه جزءٌ من حملة تضليل إسرائيلية واسعة النطاق في أوروبا، لدعم موقف نتنياهو في المفاوضات لإنهاء الحرب. وكانت الصحيفة قد أعلنت، في بيان مختصر، يوم الجمعة الماضي، إنهاء التعاون مع بيري وحذف تقاريره بعدما "اختتمت تحقيقًا شاملًا" حوله، مؤكدةً أنها "لم تكن راضية عن بعض ادعاءات" الصحافي، كما اعتذرت من قرائها، مؤكدةً أنّها أجرت مراجعة داخلية "حتى لا يتكرر هذا الأمر".
على الرغم من ذلك، استقال أربعة من أشهر كتاب الصحيفة، هم: ديفيد باديل وجوناثان فريدلاند وديفيد آرونوفيتش وهادلي فريمان، الأحد، احتجاجًا على "فضيحة جويش كرونيكل". وقال فريدلاند، عبر منصة إكس، إنه سيترك الصحيفة التي كتب فيها لمدة 26 عامًا، والتي بدأ والده الكتابة فيها في العام 1951. وأضاف: "الفضيحة الأخيرة تجلب عارًا كبيرًا على الصحيفة، وتضمنت نشر قصص ملفقة وإظهار أدنى شكل من أشكال الندم بعد ذلك. في كثير من الأحيان، تبدو جويش كرونيكل وكأنها أداة حزبية أيديولوجية، وأحكامها سياسية وليست صحافية". وتابع: "المشكلة في هذه الحال هي أنه لا يمكن أن تكون هناك مساءلة حقيقية؛ لأن صحيفة جويش كرونيكل مملوكة لشخص أو أشخاص يرفضون الكشف عن أنفسهم. وكما تعلمون، فقد حثثت أنا وغيري منذ مدة طويلة على الشفافية، من دون أن يحدث تغيير".
كما أعاد آرونوفيتش نشر تعليق فريدلاند قائلًا: "لقد فعلت الشيء نفسه"، وهو الأمر نفسه الذي فعله باديل. بدورها، قالت فريمان في منشور منفصل لمناسبة رحيلها إنّ الأحداث الأخيرة "جعلت البقاء في الصحيفة أمرًا مستحيلًا بالنسبة إليّ".