(فؤاد بزي \ صحيفة الأخبار)
خرقت جولة العلاقات الإعلامية في حزب الله لوسائل الإعلام الطوق المضروب في «شارع القائم». عند الساعة 11 صباحاً، فتحت الأبواب أمام عدسات الكاميرات لنقل هول المشهد. عمّ الدمار المنطقة، من مدخل الحي الكائن قرب محطة الكهرباء، وصولاً إلى مسجد القائم. فضلاً عن المنازل المتصدعة التي شرّعت شبابيكها، وبانت تفاصيل الحياة في داخلها، حطمت الضربة الصهيونية السيارات المركونة على جوانب الطرقات، وحاصرت أخرى في المواقف السفلية التي انهارت على ما تحتوي.
على الأرض، كلّما اقتربت الجولة الميدانية من مركز الاستهداف زاد حجم الدمار، حتى انقلب الزفت على الطرقات رأساً على عقب، وظهر التراب من شدة الضربة قرب المباني المستهدفة. وعلى جانبي الطريق، افترش عدد كبير من الأهالي الأرصفة منتظرين خبراً من عمليات الإنقاذ. ولرفع الردم، استقدمت الرافعات الكبيرة القادرة على حمل أوزان تصل إلى 50 طناً لرفع الأسقف المنهارة، وبرّدت سيارات الدفاع المدني الحرائق المشتعلة تحت الردم.
حول المنطقة المستهدفة، اشتدّ الطوق الأمني أكثر، ومنع حتى الأهالي من الاقتراب، ولولا انهيار مداخل الأبنية المحيطة لما ظهرت عمليات رفع الأنقاض. على أحد الحواجز، قرب ملعب «أبو زينب»، وقف رجل مستجدياً عنصراً من الجيش للسماح له بالوصول إلى إحدى سيارات الإسعاف في الداخل. جوبه طلبه بالرفض، فسأل عن هوية جثتين سحبتا من بعض الوقت. أجابه عنصر من الدفاع المدني بأنّ الجثتين أرسلتا إلى مستشفى الزهراء، وسأله عن الغاية من السؤال. قال «لي في المبنى زوجة وطفلين، لم أعرف عنهم شيئاً حتى الآن»، فطلب منه عنصر الدفاع المدني «الذهاب إلى المستشفى، لأنّ الجثتين تعودان لامرأة وطفل»