على أثر العدوان الصهيوني الغاشم الذي تعرّض له لبنان من خلال التفجيرات الأخيرة للأجهزة اللاسلكية في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى العدوان الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال قادة في المقاومة الإسلامية، تداعت القوى والأحزاب والجمعيات الشمالية إلى تنظيم لقاءات نصرة للمقاومة وتضامنًا مع جمهورها الصامد بمواجهة الاعتداءات الصهيونية.
وفي هذا الإطار، أقيمت عدد من اللقاءات في طرابلس والمنية وعكار ليؤكد أبناء هذه المناطق على تأييدهم للمقاومة في معركتها بمواجهة العدوّ الصهيوني، حيث شاركت الجماهير الشعبية في الشمال إلى جانب القوى السياسية واتحادات العمال والنقابات التي أكدت أنها كانت وما زالت جاهزة لتقديم كلّ أشكال العون لأبناء الضاحية والبقاع والجنوب منذ اللحظات الأولى لوقوع العدوان.
طرابلس
نبدأ من مدينة طرابلس التي دعا فيها اتحاد "نقابات العمال والمستخدمين" في الشمال و"اتحاد النقل البري للترانزيت في الداخل والخارج" ونقابة عمال المرفأ، إلى اعتصام تضامني مع ضحايا الغدر والعدوان الذي استهدف لبنان، حيث أقيم عند مدخل مرفأ طرابلس بمشاركة رئيس قطاع العمال في تيار العزم غسان يكن، ورئيس جمعية اللجان الأهلية سمير الحج، وحشد نقابي وشعبي.
وتحدث في الاعتصام النقيب محمد الخير، ورئيس نقابة عمال وأجراء مرفأ طرابلس أحمد سعيد، مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني في طرابلس المحامي عبد الناصر المصري، وأبو فراس المصري رئيس "اتحاد عمال فلسطين في الشمال"، ونقيب العمال والمستخدمين في الشمال شادي السيد.
وأجمع المتحدثون على إدانة العدوان على لبنان، مؤكدين تمسكهم بالمقاومة وخيارها كسلاح وحيد لتحقيق الانتصارات.
فاعليات طرابلس
أما توفيق سلطان أشاد من طرابلس بخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وقال إن "كلامه يعبّر عن موقف سياسي، وخطابه عقلاني واعٍ وملتزم، وموقفه الداعم في إسناد غزّة واجب ديني وأخلاقي على كلّ الشعوب".
وأدان سلطان بأشد العبارات استهداف الأهالي في الضاحية والجنوب، قائلًا: "هذا المصاب الأليم أصابنا جميعًا".
وشدد على أن عدونا واحد وهو "إسرائيل"، مضيفًا: "نقف إلى جانب المقاومة في مواجهة العدوّ فالمأساة كبيرة وأصابت كلّ الوطن"، منتقدًا بشدة "أصوات النشاذ في لبنان"، ودعاهم إلى الوقوف لجانب المقاومة ضدّ العدوّ الصهيوني وعدم التلهّي في الخلافات.
المنية
وكان أقيم لقاء حاشد في دارة رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير في المنية، بحضور مسؤول قطاع الشمال في حزب الله الشيخ رضا أحمد، وفعاليات ومخاتير وحشد شعبي من المنية والجوار.
الشيخ رضا أحمد توجّه بالشكر لكل اللبنانيين على "وقفتهم المشرّفة خلال العدوان الأخير الذي استهدف وطننا، وبالأخص أهلنا في الشمال ومدينة المنية هذه المدينة الوطنية والعروبية التي يمثلها اليوم الحاج كمال الخير والأسير يحيى سكاف وأبنائها الذين هبّوا للتبرع بالدم لأهلهم وإخوانهم المتضررين من الاعتداءات الصهيونية".
واعتبر الشيخ أحمد أن "الرهان اليوم هو على المقاومين الشرفاء في أمتنا أمثال الشاب الأردني ماهر الجازي الذي برهن بفعله المقاوم أن الشعوب العربية والإسلامية هي مع فلسطين ومع خيار المقاومة وترفض التطبيع والإنبطاح للمشروع الصهيوني - الأميركي الذي يهدف للسيطرة على أوطاننا".
عكار
أما في عكار فكانت حصتها بالشهادة إلى جانب الضاحية والجنوب والبقاع حيث قدّمت ابن بلدة حبشيت المجاهد حسن أحمد محمد "مصطفى" شهيدًا على طريق القدس، والذي غصّت بلدته بالوفود الشمالية التي أتت لتقديم التبريكات إلى عائلة الشهيد الذي لبّى نداء الدفاع عن الوطن والأمة جمعاء وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأثنى المتحدثون باسم الوفود على تضحيات رجال المقاومة البواسل، مؤكدين أن المعركة واحدة في مواجهة العدوّ من الشمال إلى الجنوب.
زيارات للجرحى
أما بعض القوى والشخصيات الحزبية والسياسية الشمالية اختارت زيارة جرحى العدوان في مستشفيات بيروت من أجل الإطمئنان على صحتهم.
وقال الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان بعد زيارته لأحد الجرحى بـ "أننا أتينا محاولين التخفيف عنهم، فإذ بهم هم من يرفعون معنوياتنا، فكيف بنا أن نُهزم وهؤلاء المقاومون هم من يقاتلون ويستبسلون دفاعًا عن عزتنا وكرامتنا".