العملية جرت بعد حوالي عشرة أيام من دخول قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى القسم الغربي من العاصمة بيروت وجاءت أيضا بعد ستة أيام من انتهاء مجازر صبرا وشاتيلا الوحشية التي جرت في 16 و17 و18 سبتمبر/ أيلول 1982.
ضابط إسرائيلي واثنان من الجنود أوقفا عربة الجيب المسلحة بمدفع رشاش أمام مقهى "ويمبي"، في شارع الحمرا في العاصمة بيروت. جلس الضابط الإسرائيلي والجنديان المرافقان عند المدخل الأيسر لهذا المقهى، بحسب إحدى الشهادات. ويبدو أن افراد هذه الدوية التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي كانوا يعتقدون، في ذلك الوقت، أنهم أخمدوا كل مقاومة وباتت أول عاصمة عربية يقوم الجيش الإسرائيلي بغزوها ملعبا لهم، ولذلك تصرفوا كما لو كانوا من أهل البيت.
العملية، بحسب رواية متداولة على لسان أحد المشاركين فيها، تشير إلى أن خالد علوان (19 عامًا) تصرف حينها من تلقاء نفسه ومن دون سابق تدبير. كان هذا الفتى اللبناني بعد ظهر 24 سبتمبر/أيلول 1982 مع عدد من أصدقائه، وقد علم بوجود جنود للاحتلال الإسرائيلي في مقهى "ويمبي". تقدم علوان مع أحد رفاقه من المكان، وما أن وصل حتى أخرج مسدسه وأطلق النار على الإسرائيليين الثلاثة في أثناء احتسائهم للجعة في رواية أخرى "القهوة"، فقتل ضابطًا وأصاب الجنديين أحدهما في صدره والأخر في رقبته.
رواية شعبية مختلفة، كانت تحولت إلى عمل درامي في العام 1991، قالت إن الفتى خالد علوان استاء من سخرية العسكريين الإسرائيليين الثلاثة من النادل بإصرارهم على الدفع بالشيكل ورفضهم الدفع بالليرة اللبنانية. هذه الرواية تفيد بأنّ علوان تدخّل مقاطعًا العسكريين الإسرائيليين وهو يقول: "كيف يمكننا أن ندعكم تدفعون وأنتم ضيوفنا. أتركوا الفاتورة عليّ"، ثم أخرج مسدسه وأطلق النار. بعد ذلك مضى علوان بهدوء إلى منزله.
عملية مقهى "ويمبي" توصف بأنها ذات أهمية رمزية كبيرة في ذلك الوقت، وأنها شجعت الكثيرين وكانت بداية اشتعال المقاومة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية في بيروت تحت راية جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. هذه الجبهة عدت ذلك الهجوم أول عملياتها، وهي لم تتوقف إلا بانسحاب العدو الإسرائيلي من بيروت.
خالد علوان، كان اغتيل في كمين وهو في طريقه من عاليه إلى بيروت، وكان ذلك في العام 1984، والذي بقي في الذاكرة الوطنية اللبنانية. بلدية بيروت قامت، في العام 2000، بإطلاق اسمه على ساحة بجوار المقهى الذي شهد العملية الجريئة، وقد حصل علوان أيضا في العام 2003 على وسام الاستحقاق اللبناني بعد الموت.
مقهى "ويمبي" لم يعد له وجود في شارع الحمرا في بيروت، لكن في أحد تقاطعات المنطقة وضعت لوحة تذكارية تخلد الحدث، كتب عليها "عملية ويمبي".