أوراق إعلامية

الرئيسة التنفيذية لـ"بي بي سي" تقلّل من الانتقادات لتغطية العدوان

post-img

اتهمت الرئيسة التنفيذية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، ديبورا تورنيس منتقدي تغطية الهيئة للعدوان الإسرائيلي على غزة بأنهم عالقون في فقاعات وسائل التواصل الاجتماعي. وفي منشور على مدونتها بَدَت تورنيس وكأنها ترد على وابل من الشكاوى التي تعرّضت لها الهيئة خلال عام من العدوان، حيث أقرت تورنيس بأن "بي بي سي" ارتكبت أخطاءً وقالت إنها ستستمع دائمًا إلى "أشد منتقدي" المؤسسة مدافعةً عن "حيادها".

"بي بي سي" هدفًا للانتقادات

اتهم صحافيون وأكاديميون ومتابعون "بي بي سي" بمحاباة الاحتلال الإسرائيلي والانحياز إليه منذ بدء العدوان، وفي الوقت نفسه طارد مؤيدو الاحتلال الموظفين المناصرين للفلسطينيين داخل الهيئة وشنّوا حملات كراهية وتحريض منظمة بحقهم. وشهد مقر "بي بي سي" في سالفورد احتجاجات حاشدة ضد تغطيتها للعدوان.

كانت الهيئة قد أوقفت خمسة من موظفيها مؤقتًا عن العمل، وخضعوا لتحقيق داخلي قبل إعادتهم إلى عملهم، بتهمة نشر تغريدات أو التفاعل مع منشورات متعاطفة مع عملية طوفان الأقصى، التي نفّذها مقاومو كتائب القسام في 7 أكتوبر/ الماضي الماضي. وعرقلت "بي بي سي" إطلاق نداء إنساني من أجل غزة من جانب لجنة إدارة الطوارئ والكوارث، وفقًا لما كشفته صحيفة ذا غارديان. واتُّهمت الهيئة بـ"عرقلة" إطلاق النداء خوفًا من ردود فعل عنيفة من جانب مؤيدي الاحتلال الإسرائيلي.  واتهمت مراجعة "بي بي سي" بانتهاك مبادئها التحريرية الخاصة بالنزاهة أكثر من 1500 مرة خلال ذروة العدوان، وكشفت عن "نمط مقلق للغاية من التحيز". كذلك اعتذرت الهيئة بعد أن وصفت المشاركين في مسيرات دعم فلسطين بأنهم يدعمون حماس، بالإضافة إلى تضخيمها المتكرر لعدد القتلى الإسرائيليين في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

تورنيس تردّ على الاتهامات

قالت تورنيس إن "بي بي سي" "راجعت بعناية" تغطيتها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وتُظهِر أحدث أبحاثها أن "الجمهور أكثر عرضة بشكل كبير للجوء إلى بي بي سي نيوز لتغطية محايدة لهذه القصة مقارنة بأي مزود أخبار آخر". لكنها لم تقدم أرقامًا يدعم كلامها هذا. وبحسب تورنيس "إذا كان هناك شيء واحد تعلمناه أكثر من أي شيء آخر في العام الماضي، فهو أن عمق الاستقطاب في هذه الحرب جعل الكثيرين يرون أن التقارير المحايدة ضدهم بطريقة ما، لأنها لا تعكس وجهة نظرهم في الصراع فحسب". وأضافت أنه: "قد يمكن تفسير الكثير من هذا من خلال خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي وغرف الصدى التي تقدم إلى المستهلكين المزيد مما 'يحبونه' بالفعل. يتابع الناس في الغالب الأشخاص الذين يتفقون مع آرائهم، ومع قيام المزيد من مقدمي الأخبار بوضع صحافتهم خلف جدران الدفع، يشترك المستهلكون بشكل متزايد في العلامات التجارية الإعلامية التي تعكس نظرتهم الخاصة للعالم. إنهم يعيشون بشكل متزايد في بيئة معلومات تحيطهم بآرائهم ووجهات نظرهم الخاصة".

كما أضافت: "لكن بي بي سي نيوز لا تعكس ولا تستطيع أن تعكس أي وجهة نظر عالمية واحدة. في هذه الحرب، لا يمكننا أن نكون مكانًا يشعر فيه أي جانب بأن وجهة نظره تسود. وظيفتنا تغطية عادلة ونزيهة، وتغطية من دون خوف أو محاباة. إن واجبنا تجاه صحافة الخدمة العامة يعني أننا سنستمع دائمًا إلى مجموعة من وجهات النظر، بما في ذلك تلك التي قد لا نتفق معها".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد