أطلقت دول جديدة أمس عمليات إجلاء لمواطنيها من لبنان، في ظلّ العدوان الإسرائيلي المستمر عليه، وبدء محاولات التوغل البري في أراضيه. فقد أجلت روسيا 60 من أفراد عائلات الديبلوماسيين. وحجزت فرنسا 200 مقعد لمواطنيها الذين يعانون من مشاكل صحيّة وللمسنّين أو الأفراد المعزولين، ونقلتهم على متن رحلتين تجاريتين تشغّلهما شركة «طيران الشرق الأوسط» إلى باريس. كما أرسلت سفينة هجومية برمائية إلى شرق المتوسط، في حال قررت تنفيذ عملية إجلاء أوسع، لمواطنيها الذين يُقدّر عددهم بحوالي 24 ألفاً، معظمهم من مزدوجي الجنسية. وأجلت ألمانيا 241 شخصاً على متن رحلتين لسلاح الجو الألماني، بينهم موظفون في سفارتها في بيروت وأفراد عائلاتهم وبعض المواطنين الذين يعانون من مشاكل صحية، إلى جانب أعضاء في منظمات ألمانية. ووفقاً للحكومة الألمانية، تواصل السفارة نشاطها لمساعدة حوالي 1800 ألماني في لبنان لترتيب مغادرتهم «على متن رحلات تجارية ووسائل أخرى».
وأعلنت الحكومة الهولندية أنها سترسل طائرة عسكرية إلى بيروت لإجلاء رعاياها، الذين تقدم 300 منهم بطلبات لإجلائهم. وأرسلت اليونان طائرة عسكرية من طراز «C-130» لإجلاء عشرات اليونانيين والقبارصة، بينما وضعت طائرتان أخريان في حالة استعداد. وفيما تمّ بالفعل إجلاء 38 قبرصياً و22 يونانياً، أشارت شبكة البث الرسمية اليونانية «ART» الى أن حوالي 3500 يوناني يقيمون في لبنان إلى جانب نحو ألف من أفراد عائلاتهم.
وكانت إسبانيا قد أعلنت أنها ستُجلي «من حيث المبدأ» حوالي 350 شخصاً عبر طائرتين عسكريتين، فيما أعلنت مولدافيا أنها أجلت 11 من رعاياها، معظمهم أطفال. كذلك، أعلنت كوريا الجنوبية أنها ستنشر طائرات عسكرية على الفور لإجلاء مواطنيها من إسرائيل وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط، علماً أن عددهم في لبنان يزيد على 200. أما بريطانيا التي نشرت 700 جندي في قبرص استعداداً لعملية إجلاء محتملة لمواطنيها، فاستأجرت رحلة تجارية من مطار بيروت الدولي، مانحةً الأولوية لمواطنيها الأكثر عرضة للخطر. بدورها، حجزت كندا 800 مقعد على رحلات تجارية لإجلاء رعاياها الذين يبلغ عددهم 45 ألفاً، فيما نشر الجيش الكندي موارد في قبرص للحالات الطارئة، في حال تعذر تسيير الرحلات التجارية.بالتوازي، يستمر لبنانيون ومقيمون بمغادرة لبنان عبر الرحلات الجوية المتوفرة،
فيما يغادر آخرون عبر البر إلى سوريا أو عبر البحر إلى قبرص وتركيا ودول أوروبية قريبة. وأعلنت «لجنة الطوارئ الحكومية» أمس عبور 256,614 سورياً و82,264 لبنانياً إلى الأراضي السورية بين 23 أيلول الماضي و30 منه. أمّا في البحر، فيلجأ لبنانيون إلى السفر عبر اليخوت من نقاط مختلفة على الساحل اللبناني، علماً أن العملية تتمّ بشكل رسمي، إذ يحمل المغادرون سمات دخول الى دول أجنبية ويتخذون من قبرص محطة للسفر الى وجهة نهائية. بينما يغادر آخرون الى تركيا التي لا يحتاج اللبناني الى تأشيرة مسبقة للدخول إليها. كما يجري الحديث عن أكلاف عالية لهذا النوع من الرحلات.