أوراق ثقافية

عامٌ على قصف "إسرائيلي" استهدف صحافيين لبنانيين ولا مساءلة

post-img

أكدت لجنة حماية الصحافيين، ومقرها نيويورك، منذ يومين، أن السلطات الإسرائيلية لم تجر مساءلة بشأن قتل المصور الصحافي في وكالة رويترز عصام العبدالله وإصابة ستة صحافيين آخرين من وكالة فرانس برس وقناة الجزيرة، بعد مرور عام على الجريمة في جنوب لبنان. ورأت المنظمة، والتي تعنى بالدفاع عن حقوق الصحافيين، أن غياب التحقيقات الجادة في ما خلصت إليه تحقيقات مستقلة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلية أطلقت قذائف دبابات على مجموعة من سبعة صحافيين في جنوب لبنان أعطى القوات الإسرائيلية رخصة للقيام بذلك مرة أخرى.

إلى ذلك؛ في تقرير أصدرته لمناسبة الذكرى السنوية لهذه الجريمة، قالت لجنة حماية الصحافيين: "بعد مرور عام، لم تؤكد إسرائيل حتى الآن إن كانت قد استكملت تحقيقًا أوليًا في الهجوم". وأضاف التقرير أن: "مكتب الإعلام في أميركا الشمالية التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي أبلغ لجنة حماية الصحافيين، في رسالة إلكترونية، بأن الجيش استخدم نيران الدبابات والمدفعية في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لمنع تسلل إرهابي مشتبه به، وبأنّ الحادث قيد المراجعة"؛ وفقًا لتعبيره.

هذا؛ وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية، في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، المصور الصحافي في "رويترز" عصام العبدالله، وأصابت ستة صحافيين آخرين، من بينهم المصورة في وكالة فرانس برس كريستينا عاصي والصحافي في الوكالة نفسها ديلان كولينز. وأمضت عاصي خمسة أشهر في العناية المركزة في المستشفى، وبترت ساقها. وخلصت تحقيقات مستقلة لجماعات حقوقية إلى نتائج مماثلة لتحقيقات أجرتها "فرانس برس" و"رويترز"، ومفادها بأنّ الضربة الأولى التي قتلت العبدالله وأصابت عاصي بجروح خطيرة ناتجة على الأرجح من قذيفة دبابة أطلقتها "إسرائيل"؛ واستهدفت ضربتان مجموعة من الصحافيين في تتابع سريع، في أثناء عملهم بالقرب من قرية علما الشعب الحدودية.

كما قالت الرئيسة التنفيذية للجنة حماية الصحافيين جودي غينسبيرغ إنه: "على الرغم من وجود أدلة مفصلة على ارتكاب جريمة حرب، وبعد عام من الهجوم، واجهت إسرائيل صفر مساءلة لاستهداف صحافيين". وأضافت: "بعد أكثر من عقدين من الهجمات التي تستهدف الصحافيين من دون أي عواقب، مُنح الجيش الإسرائيلي ترخيصًا لمواصلة هذا النمط الدامي".

لم يستجب جيش الاحتلال الإسرائيلي لطلب جديد من "فرانس برس" للتعليق على هذا البيان. وقال متحدث باسمه بعد الضربة: "نحن آسفون للغاية لوفاة الصحافي"، مضيفًا أنّ سلطات الاحتلال "تنظر" في الحادث من دون تحمّل أيّ مسؤولية عنه.

يذكر أن العبدالله ليس الصحافي الوحيد الذي قتلته قوات الاحتلال، في جنوب لبنان، بالتزامن مع العدوان على غزة، إذ استهدفت مراسلة قناة الميادين فرح عمر وزميلها المصور ربيع معماري في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. أما في غزة، فقد ارتفع عدد الشهداء الصحافيين إلى 176 صحافيًا وصحافية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد