أوراق ثقافية

نشطاء يضعون صورة أم وطفل من غزة على لوحة "الأمومة" لبيكاسو في لندن

post-img

استهدف نشطاء من حركة يوث ديماند لوحة الفنان بابلو بيكاسو ضمن نشاط مناصر لفلسطين، هذا الأسبوع، عبر تعليق صورة لأم وطفلة من غزة على لوحة "الأمومة" الموجودة في المعرض الوطني في لندن. وأظهر فيديو، نشرته الحركة الناشطة في مجال المناخ والمؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني، تعليق ناشطين صورة من قطاع غزة تظهر فيها أم فلسطينيّة تحتضن ابنها بعد تعرّضهما للقصف، وهي للمصور الصحافي الفلسطيني علي جاد الله، على اللوحة الشهيرة للفنان الإسباني الموجودة في الغرفة الرقم 43 من دون أي تخريب لها، بهدف تسليط الضوء على الإبادة الجماعيّة في قطاع غزّة.

هذا؛ وقال الناشط الذي شارك في الاحتجاج جاي هالاي: "إنني أتحرك مع منظمة يوث ديماند؛ لأنني رأيت زملائي في مجال الرعاية الصحية يتعرضون للتدمير منذ أكثر من عام. يتعرضون للتدمير بالقنابل والرصاص ويضطرون إلى إجراء عمليات جراحية للأطفال الجائعين من دون معدات طبية". وأضاف هالاي، والبالغ من العمر 23 عامًا ويعمل في هيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة في لندن: "نحن بحاجة إلى فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل الآن. 87% من الشعب البريطاني يريدون هذا، ولم يسبق لهم قط أن شعروا بخيبة أمل في حكومتنا والطبقة السياسية التي لا تمثلنا. نحن بحاجة إلى ثورة في ديمقراطيتنا".

قال، أيضًا، في أثناء تعرّضه للاحتجاز من دون مقاومة على يد عنصر للأمن من المعرض الوطني: "إن العمل المباشر هو الذي منحنا حقوقنا، وهو السبيل الوحيد لتحريكنا نحو العدالة اللائقة. المقاومة المدنيّة واجبنا نحن شباب الدفاع عن أولئك الذين ليس لديهم صوت اليوم والدفاع عن مستقبلنا. لقد حان الوقت للنزول إلى الشوارع؛ هيا نشعل الثورة".

في فيديو آخر، ظهرت ناشطة من الحركة، وهي تسكب الطلاء الأحمر على الأرض تحت لوحة "الأمومة"، للدلالة على الدم المسفوك في غزّة. وقالت بعد فعلها ذلك: "المملكة المتحدة متواطئة مع الإبادة الجماعيّة. الأسلحة المصنعة في المملكة المتحدة تستخدم لقتل الأطفال الفلسطينيين وأمهاتهم وكامل العائلات. ضرائبكم تستخدم لقتل عائلات".

هذه الناشطة طالبة في كلية السياسة والعلاقات الدولية اسمها موندي-مالاكي روزنفيلد (21 عامًا)، والتي قالت: "أتخذ هذا الإجراء لأنني أنا اليهوديّة أشعر بأنّ من واجبي أن أطالب بالتنديد بالإبادة الجماعيّة التي تُرتكب في غزة". أضافت: "أريد أن يعرف العالم أن هذا ليس باسم اليهود، وأريد أن أرى فلسطين حرّة. عندما يقول كير ستارمر إن بريطانيا تقف إلى جانب إسرائيل، فهو مخطئ. نحن نعلم جيدًا أن هذه إبادة جماعيّة وليست دفاعًا عن النفس، ونحن الشعب البريطاني نقول كفى".

إلى ذلك؛ تعرّض المعرض الوطني لنشاط احتجاجي شبيه قبل أسبوعين من حركة أوقفوا الوقود (Just Stop Oil) الناشطة لأجل المناخ، من خلال استهداف لوحة "عبّاد الشمس" للفنان الشهير فنسنت فان غوغ، بإلقاء حساء الطماطم عليها من دون تخريبها، لكونها محمية بزجاج، وذلك للتضامن مع رفاقهم الذين استهدفوا اللوحة نفسها بحساء الطماطم في اليوم نفسه قبل عامين. وكان قد حكم عليهم أخيرًا بالسجن، بعد مداولات قضائية استمرت لمدة أربع سنوات. وأكد النشطاء أن هدفهم ليس إتلاف اللوحة، بل زيادة وعي الرأي العام حول المناخ.

يذكر أن حركة يوث ديماند كانت قد استهدفت في إبريل/ نيسان الماضي مبنى وزارة الدفاع البريطانيّة بالطلاء الأحمر، تنديدًا بدعم الحكومة البريطانيّة المستمرة للإبادة الجماعيّة. وتتواصل الاحتجاجات الراديكاليّة التي تقوم بها مجموعات سياسيّة ناشطة في بريطانيا، بالإقدام على نشاطات احتجاجيّة تستهدف شركات ومصانع السلاح الإسرائيلية أو تلك المتواطئة مع الإبادة الجماعيّة. وغالبًا ما تأخذ هذه الاحتجاجات طابعًا تخريبيًا من من دون إيذاء بشري، بهدف زيادة الضغط الشعبي من أجل وقف الحرب على غزّة.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد