إلى أمي العزيزة؛
من تلال جبل عامل، من أعالي الجليل، حيث السكون يكسو الليل، أكتب لكِ كلماتي، والسماء مُزينة بالنجوم التي تشهد على صمودنا. ومن تحت القصف، وعلى حافة الوادي، وتحت أشجار السنديان، وبين صرخات الفارين من الأعداء، أبعث إليكِ، وبندقيتي في يدي وأصابعي على الزناد. يا أمي، طيفكِ لا يفارقني، ودفء حنانكِ لا يغادرني، أشعر به في برد الليل الطويل.
لا تقلقي يا أمي، فقلبي لا يعرف الخوف، وإرادتي صلبة لا تنكسر أمام الصعاب. جسدي وإن تَعِب، فإن إيماني بالله والوطن أقوى وأشدّ.
أعلم أن الليل طويل ومظلم، وأنك تتساءلين عني في كل لحظة. لكنني بخير، بين إخوتي، نخطو كل يوم خطوة نحو النصر. نرى في أعين بعضنا الأمل، ونعرف أن العودة باتت قريبة.
يا أمي الحنونة، لا تقلقي، فرُوح نصر الله تقاتل معنا، وصوته يصدح في آذاننا، وأنفاسه تسبح بيننا، وكلماته صارت رصاصاتنا. نسلم عليه صبحًا ومساءً، ونهتف "لبيك يا نصر الله"، فيفر جنود الأعداء كالأفاعي، يفرّون ذعرًا ويبكون كالثكالى، يصرخون ألمًا وخوفًا.
قد تكون هذه الساعات صعبة الآن، ولكنها ليست سوى بداية لما هو أعظم. سنعود يا أمي، نرفع راية الفخر عاليًا، ونستعيد كل ما فقدناه.
ادعي لي في صلاتكِ، فأنتِ سرّ قوتي، وإيمانكِ بي هو الذي يدفعني للمضي قدمًا.
ابنكِ المحب،
المجاهد ابو علي على تلال العز.
صباح النصر والمقاومة