تعدّ الحرب الإعلامية مقومًا رئيسًا في المواجهة في أثناء الحروب، فالتاريخ القصير للأحداث يوحي بأنّ حروبًا طاحنة كان يحسمها الإعلام بشكل واضح…
في حرب لبنان، والاعتداءات المتواصلة في الإبادة والإجرام… شغل العدو ماكينته الإعلامية بشكل مباشر، مستثمرا الانقسامات الداخلية وتواطؤ بعض وسائل الإعلام المحلية مع السياسات الصهيو- أميركية… ويلاحظ أن المساندة الإعلامية الداخلية للعدو، عن قصد أو من دون قصد، تساعد العدو أكثر بكثير من الاستثمار بوسائل خارجية…على سبيل التمثيل لا الحصر: الادعاء بوجود مقاومين بين النازحين، وتسويغ مجازر العدو بحق المدنيين بالقول إن المستهدف من المقاومين…
أو المبالغة بالقول إن:
المقاومة دخلت بعض المستعمرات…وترديد مقولة إن ضربات المقاومة الصاروخية مجرد رفع عتب ولا تطال المحتل وجنوده….والادعاء باحتلال العدو مناطق واسعة في حربه الإعلامية…وتأكيد أن اغتيال الأمين العام تمّ بخيانة من قيادات المحور على رأسهم قاٱني…وإنّ حزب الله ضعف كثيرا باغتيال قادته… وإنّ الرئيس بري يريد حلا مجتزءا مهملا الجنوب…وإنّ العراق يريد تهجير اللبنانيين مع إغراءات بعدم العودة…وإنّ "إسرائيل" أسرت مقاومًا…وإنّ "إسرائيل" لا تخسر إلا القليل من الجنود بحربها البرية.. وإن الضاحية مخزن سلاح.. وإن صفي الدين اغتيل.. وإن قيادات سياسية حزبية اغتيلت..وإن مأوى النازحين فيه أسلحة.. وإن العدو لا يستهدف المدنيين بدليل وجود أماكن ٱمنة! ..وإن الإسعاف يستخدم لنقل أسلحة ومقاتلين! وإن النازحين السوريين مخبرون أو لصوص!..وإن المقاومة انهزمت وننتظر اليوم الثاني …
تلك هي بعض وسائل الدعاية والحرب الإعلامية التي يدسها العدو في الميدان الإعلامي اللبناني وحتى العربي…
الغريب أن تلك الأخبار يتلقفها الجمهور الذي يتناقلها كأنها حقيقة مؤكدة… ولا سيما حين تتناقلها غير وسيلة إعلامية أو موقع من دون تشغيل أخلاقيات الموضوعية والتحري والتدقيق والصدق…فعنصر الآنية في تلقف الخبر فضلا عن سرعة النشر، ومحاصرة أو ضعف بعض الإعلام المضاد… يسهم في ذلك، مصحوبًا باستشهاد الأمين العام الذي كان يفند كل التفاصيل ويحسم كل الشايعات…
كما لا يُخفى على أحد أن بيانات المقاومة تؤدي دورًا مهمًا في المواجهة… لكن ذلك يفترض أن يدعم بخطط عاجلة وسريعة لمواجهة الشائعات والأخبار غير الدقيقة…ولا ريب في أن العدو يخفي خسائره… وهذا يدخل ضمن حربه النفسية والإعلامية…
كما أنه يلجأ إلى التضليل الإعلامي في الفول إن الذخيرة عنده باتت في خطر…. وهذا أيضا ينضوي تحت تضليل إعلامي واضح، ولا سيما مع وجود الجسر الجوي العسكري مع أميركا وبعض الدول الأوروبية…
كما يشمل التضليل الإعلامي المفاوضات والادعاء أن وقف إطلاق النار وشيك وخلال كذا يوم أو أسبوع…
في الخلاصة، على المواطنين أن ينتبهوا إلى الحرب الإعلامية، والتضليل… لأن هناك وحدات صهيونية كاملة تعمل على هذا الأمر…
في المقابل علينا أن نكون حذرين أشد الحذر من كل رسالة إعلامية مشكوك بصحتها.. إذ لا يعقل أن تتناقلها… ثم نصدقها!