أوراق ثقافية

فعاليات احتفالية في الجزائر بمناسبة عيد الثورة

post-img

تشهد الجزائر العاصمة، كبقية المدن الجزائرية، سلسلة فعاليات فنية وشعبية وحملة تزيين، استعدادًا للاحتفالات التي ستقام الليلة ويوم غد الجمعة بمناسبة عيد ثورة الجزائر التي انطلقت في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 1954. وتتضمن الفعاليات احتفالات فنية وثقافية بالمناسبة، وإطلاق ألعاب نارية، قبل الاستعراض العسكري الضخم الذي سيقام الجمعة على كورنيش العاصمة الجزائرية.

علّقت الأعلام الوطنية بكثافة في الشرفات وعلى الأعمدة في الشوارع والطرق الرئيسية والكبرى ومقرات مختلف الهيئات وفي الساحات العمومية، كما زيّنت المدن بالإنارة الفنية، إحياءً للنزعة الوطنية، في مظهر من مظاهر الاعتزاز بالعلم الجزائري وبالثورة التي حققت الاستقلال الوطني في الخامس من يوليو/ تموز 1962، بعد 132 عامًا من الاحتلال. كذلك، أسدلت المؤسسات الكبرى رايات عملاقة على مقراتها، حيث بادرت الخطوط الجوية الجزائرية إلى إسدال علم عملاق على المبنى الزجاجي الجديد للشركة في منطقة باب الزوار في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائر.

على طول شارع ديدوش مراد، قبالة مقر البرلمان وميناء الجزائر، وعدد من الساحات في العاصمة الجزائرية، انتظمت فعالية مسابقة وطنية لفن الغرافيتي والفن الزيتي، تحت شعار "نوفمبر بأعين الشباب". وتنافس الرسامون على إنجاز أجمل اللوحات الفنية وبورتريهات لكبار شهداء ورموز ثورة الجزائر، مثل الشهيدة حسيبة بن بوعلي والعربي بن مهيدي وطالب عبد الرحمن. ولقيت هذه الفعالية تجاوبًا كبيرًا من قبل الجمهور الذي احتك بشكل مباشر مع الفنانين وتجاوب مع إبداعاتهم.

استغل عازفون للموسيقى المناسبة لإقامة حلقات عزف فني في الشارع وفي الساحات العمومية وسط العاصمة، لاقت إقبالًا وإعجابًا كبيرًا من المواطنين. وقدم العازفون مقطوعات موسيقية وطنية وأغاني ملتزمة.

قال المشارك في الفعاليات، إسكندر بن محمد، في حديث مع "العربي الجديد": "من الجميل أن تتاح لنا هذه الفرصة للتفاعل المباشر مع الجمهور، إنها مناسبة لتنشيط الشارع، وإعطاء بعد جمالي وفني للمدينة والفضاء العام، وإحياء المناسبة التاريخية بشكل يعبّر بحق عن الحياة التي وهبتها لنا الثورة وأهداها لنا الشهداء"، مضيفًا: "تعبيرنا عن هذا الفرح هو في الحقيقة استذكار لنضالهم واحترام لكفاحهم، ولنشعر بقيمة الوطن".

قررت سلطات العاصمة وعدة مدن كبرى في الجزائر أن يكون النقل العام مجانيًا غدًا الجمعة من وإلى الساحات التي ستشهد الاستعراضات الفنية والعسكرية والألعاب النارية، وتأخير عمل وسائل النقل العمومية حتى الساعة الواحدة من صباح السبت، من أجل تمكين المواطنين وزوار عاصمة البلاد من مشاهدة العروض المقدمة والاستمتاع بها.

تجري استعدادات حثيثة في العاصمة الجزائرية لتنظيم استعراض عسكري للجيش الجمعة، هو الأضخم بمشاركة مختلف أفرع القوات المسلحة، بمناسبة عيد ثورة الجزائر، وهو الثاني من نوعه في غضون عامين، بعد عودة هذا النوع من الاستعراضات التي غابت منذ نوفمبر 1989 حتى يوليو 2022. وقرّرت السلطات إغلاق المجال الجوي للعاصمة الجزائر خلال الأيام الأربعة السابقة على العرض العسكري، ومنع تحليق الطائرات المدنية، كما أغلقت بعض الطرق والمحاور الكبرى.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد