في إحدى اللقاءات التي أُجريت معه، لفتَ الفنّان التشكيلي الفلسطيني أحمد حيلوز، والذي رحل في الشارقة مساء الجمعة الماضي، بحديثه إلى أن واقع الفن بعد جائحة كورونا أصبح متداخِلًا بين الواقعي والافتراضي، كما استشرف حال الفنون في المستقبل القريب بما هي "أبنية تقوم على قواعد رقمية، وليس اعتماد المعارض الافتراضية اليوم سوى مقدّمة".
وُلد أحمد حيلوز في مدينة قلقيلية الفلسطينية في العام 1949، وتدرّج في تحصيله العلمي حتى تخرّج من قسم النحت في "معهد الفنون الجميلة" في بغداد، في العام 1980، وهو العام نفسه الذي انتقل فيه إلى الإمارات العربية المتّحدة، لكن قبل ذلك كان قد بدأ بتقديم العديد من المشاركات في المعارض الجماعية، بالإضافة إلى إقامته باكورة معارضه الفردية في "فندق هلتون" بالكويت العاصمة في العام 1977 بلوحات عبّرت عن مأساة شعبه، وتنوّعت أسلوبيًا في الثيمات التي حملتها.
ظلّت لوحة أحمد حيلوز تتّسم بطابع تعبيري، وبطبيعة الحال تأثّرت في سبعينيات القرن الماضي بانعكاسات القضية الفلسطينية، كما احتلّت المرأة مكانة مهمّة في تجربته، مُعبِّرة عن معانٍ متعدّدة مثل الحُبّ والأمومة والتحدّي والحزن والأرض. وفي وقت لاحق أصبحت أعمالُه أكثر ميلًا إلى اختزال الموضوع، حيث تميّزت لوحاته التصويرية بالعفوية والتلقائية، ونقَل فيها معالم الطبيعة الفلسطينية التي عاشها في طفولته.
يُشار إلى أن انتقال الراحل إلى الإمارات، في فترة مُبكّرة من تجربته، أتاح له أن يجمع بين العمل الإداري والإبداعي، حيث عمل، بدايةً، في وزارة التربية إلى جانب مساهمته في تأسيس "جماعة الحروفية" بمدينة الشارقة، فضلًا عن مشاركته الفاعلة لاحقًا بتأسيس "جماعة جدار" في العام 1994، وقد تنوّعت في هذه الفترة أساليبه الفنّية وتقنياته ما بين النحت والوسائط المختلفة.
من أبرز المعارض الفردية التي وقّعها الراحل: "مهرجان دبي الدولي للفنون" (1994)، و"غاليريا" في الشارقة (2004)، و"غاليري أربع جدران" في الأردن (2009)، و"مهرجان ظل النخيل" في الشارقة (2017)، بالإضافة إلى مجموعة من المعارض الجماعية التي أُقيمت في الإمارات والهند وبنغلادش وألمانيا وأميركا.