يتزايد عدد الإعلاميين والصحفيين الذين يستشهدون في لبنان، سواء باستهداف متعمد أو خلال قصف يطال المدنيين والنازحين في مختلف المناطق اللبنانية. هذه الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" باستخدام آلته العسكرية الوحشية، وبدعم أمريكي مفتوح ومطلق، يتسبب في تدمير واسع للبنية التحتية والسكنية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت وفي مناطق متفرقة من لبنان المقاوم والصامد، وتحويل أحياء سكنية كاملة إلى أراضٍ غير قابلة للحياة.
في جديد قتل الصحافيين؛ ارتقت زمليتنا في إذاعة النور العزيزة والشهيدة سكينة منصور كوثراني، مع طفليها سارة ورضا غصن، وإصابة زوجها بجروح خطرة وما يزال قيد المعالجة. الشهيدة وعائلتها كانت من عديد خمسة عشر شهيدا قضوا في بلدة جون في قضاء الشوف، هجروا مناطقهم هربا من الحرب العدوانية نازحين إلى هذه البلدة، والتي من المفترض أنها آمنة.
الشهيدة محررة رئيسة في موقع الإنترنت التابعة لإذاعة النور، والذي بدأت عملها فيها مع انطلاقة الموقع في العام 1999. تروي عنها صديقتها سارة الموسوي سيرة حياتها، والتي تميزت بالمهنية العالية والحس الرفيع إزاء مسؤوليتها في الموقع الإلكتروني. يتذكرها زملاؤها وأصدقاؤها في العمل إنسانة كريمة طيبة وحنونة، تحب الجميع ويحبها الجميع، فقد جمعت في شخصيتها الأداء المهني المسؤول والحس الإنساني الراقي، وحبها الشديد للمقاومة وسيدها ورجالها، فكانت شهيدة على درب القدس، مقاتلة من نوع آخر؛ حيث كانت من منزلها تمارس مهام عملها عبر "الأوين لاين"، ملتزمة الدقة في الخبر وزرع روح الصمود والانتصار عند قرائها.
هذا؛ وقد نعت إذاعة النور زميلتنا الشهيدة في البيان الآتي : "تنعى اذاعة النور الزميلة الشهيدة سكينة منصور كوثراني التي ارتقت في الاعتداء الصهيوني الاجرامي الذي استهدف مبنى سكنيا في بلدة جون الشوفية. وتعبر الاذاعة عن عميق حزنها على فقد زميلتنا الشهيدة وولديها رضا وسارة وعدد من أفراد عائلتها، وهي التي كانت مثالا للعطاء والإخلاص وقد توجّت مسيرتها الاعلامية بهذه الشهادة المباركة على طريق العزة وانسجاما مع المبادئ والقيم النبيلة في مواجهة هذا الشر المطلق والعنصرية والإجرام.
كما تضع اذاعة النور هذه الجريمة الموصوفة التي قام بها العدو الصهيوني الهمجي الذي يستهدف المدنيين على امتداد الوطن أمام مرأى المجتمع الدولي ومؤسساته كافة الذي يقف متفرجاً على هذه الابادة التي تتجاوز كل الاعراف والمواثيق الإنسانية والدولية.
وتتقدم اذاعة النور ادارة وعاملين من أهل وذوي فقيدتنا العزيزة ومحبيها ومن الجسم الإعلامي اللبناني بأحرَّ التعازي والمواساة، ونسال الله تعالى لفقيدتنا العزيزة الرحمة وعلو الدرجات".