أحيا حزب الله الحفل التكريمي لثلة من شهداء المقاومة الإسلامية الذين ارتقوا على طريق القدس، في بلدة الصّوانة الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين، إلى جانب جمع من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
وبعد أن تلقى ذوو الشهداء التبريكات والتعازي من المشاركين، تليت آيات من القرآن الكريم، وألقى النائب حسن عز الدين كلمة حزب الله فأكد أنّ "المقاومة ما زالت قوية ولم تضعف، على الرغم من الآلام والأوجاع التي أصابتها بفقد سادتها وقادتها وعلى رأسهم السيد الشهيد الأسمى والأغلى سماحة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين والشيخ نبيل قاووق وصولًا إلى القيادات العسكرية، إلا أنها ما زالت واقفة وقوية وتملك الإرادة، ومستمرة بالمضي على نهج الشهداء لتحمي إنجازاتهم وعطاءاتهم وتضحياتهم، والذين يراهنون على ضعفها واهمون، لأنّ المقاومة قوية بالمجاهدين وبكم وقوية بإيمانها وهي مستمرة وستستمر على الرغم من كلّ ما يجري من حولها".
واعتبر النائب عز الدين أنّ المقاومة حققت نصرًا مستحقًا نتيجة الصمود والبأس والشدة في القتال الذي أجبر العدوّ على قبول وقف العدوان، واتفاق وقف إطلاق النار بمندرجاته لا يلغي المقاومة على الإطلاق، والمقاومة التزمت به، وترى الخروقات الصهيونية، وهذه الخروقات تتحملها المقاومة لفترة محدودة، وتعرف اللحظة المناسبة التي تتصرف من خلالها في ردها على كلّ ما يجري في ما لو أمعن العدوّ بخروقاته ولم تتحرك اللجنة المولجة، والتي تتحمل فرنسا وأميركا المسؤولية فيها.
وفي ما يتعلّق بملف رئاسة الجمهورية، أشار النائب عز الدين إلى أنّ هذا الاستحقاق مهم، ولطالما دعا حزب الله إلى إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري، ولا يستطيع أحد من الخارج أن يفرض رئيسًا على المجلس النيابي، لأن من ينتخب الرئيس هم النواب، في ما لم يجر الانتخاب إلى الآن بسبب عدم قدرة القوى السياسية والبرلمانية أن تتوافق على مرشح واحد، ولعل البعض يغيّر من المواقف التي كان عليها نتيجة للتطورات التي حصلت في لبنان وما يجري من حولنا في سورية.
ورأى النائب عز الدين أنّ المقاومة مع حلفائها والكتل الأخرى التي تؤمن بخيار المقاومة، يشكلون كتلة صلبة يستطيعون من خلالها إضافةً إلى بعض التحالفات الأخرى أن تكون لهم الكلمة الأساسية في هذا الاختيار، ولذلك نرى حراكًا دائمًا ومستمرًا، ومن هنا يجب أن لا نقلق على الإطلاق في ما يتعلق بهذا الاستحقاق، ونؤكد مجددًا أننا نريد أن نسهّل انتخاب رئيس للجمهورية ضمن الضوابط والقواعد الدستورية، ونملك القدرة مع حلفائنا على أن نكون فاعلين في هذا الاستحقاق، وأن نأتي برئيس يمتلك المواصفات والمعايير المطلوبة لإدارة البلد، وأن يكون قويًا لأنّ ما يجري حول لبنان ليس أمرًا بسيطًا أو سهلًا.
في سياق آخر، وبالإشارة إلى من يقول إنّه لو لم تدخل المقاومة في إسناد غزّة لم تكن "إسرائيل" لتدخل في حرب مع لبنان، قال النائب عز الدين أنّ من يفكر بهذه الطريقة غاب عنه الكثير حول معرفة هذا العدوّ وطبيعته وعقيدته وخلفيته الفكرية والسياسية وأطماعه في لبنان، مستدلًا باجتياح العدوّ "الإسرائيلي" بدباباته لأراضٍ سورية على الرغم من الهدنة بين سورية والعدو، والعدوان اليومي بالغارات الجوية على سورية. وأشار إلى أنّ العدوّ الصهيوني لديه مشروع توسعي واستيطاني وهو أداة لأميركا، وأميركا تريد أن تمسك بكلّ أطراف الصراع في هذه المنطقة، وتريد الاستفادة من كلّ شيء، لذلك دخل "الإسرائيلي" واحتل أرضها وأصبح على بعد 20 كلم من العاصمة دمشق، ووصل إلى نقطة بدأت تشكّل تهديدًا وخطرًا كبيرًا، ولم يحرك أحد ساكنًا على الإطلاق، لا العرب ولا أوروبا ولا أميركا ولم يستنكر أحد هذا الفعل.
وأضاف: "نحن تجاه سورية نرى أن على أي سلطة أن تحفظ وحدة الأراضي السورية وتتطلع لجميع المكونات والطوائف والإثنيات الموجودة فيها، وأي نظام سيجانب هذه الموضوعات يجب أن يحدد موقفه من العدوّ "الإسرائيلي"، لأننا عندما بنينا علاقتنا مع سورية بنيناها على أساس القرب من فلسطين والعداء مع العدوّ الصهيوني".
وكانت كلمة باسم عوائل الشهداء ألقاها والد الشهيدين مهدي وجواد حمادي فضيلة الشيخ حسن حمادي فأكّد من خلالها افتخاره بالانتماء إلى هذه المسيرة التي لا تبخل في مواجهة العدوّ الذي يريد أن ينتقص من سيادتنا وكرامتنا وعزتنا، ونهضت في مواجهة الأخطار التي تتربص بنا من جانب العدوّ الصهيوني وأميركا، ونحن عندما نقدم أبناءنا لا نقدمهم منّة لأحد بل قربة إلى الله تعالى.
واختُتم الحفل بتلاوة للسيرة الحسينية العطرة.