أوراق ثقافية

ثورة جديدة في أوساط الفنانين السوريين… انتصار المعارضين و «تكويع» المؤيدين لبشار

post-img

شهد الوسط الفني في سوريا حراكا فريدا، حيث يتسابق النجوم المؤيدون للنظام البائد لإعلان تأييدهم للثوار ورجال الدولة، ومهاجمة نظام الطاغية الذين كانوا للأمس القريب يدافعون عنه.

فها هو الفنان دريد لحام ينقلب على الرئيس المخلوع بشار، بعدما كان من أكثر الفنانين المؤيدين له.

وقد صرح قائلا «نحن تفاجأنا أن بشار الأسد هرب، وبعدين لحقه أخوه، كيف بيهرب بهاللحظات الحاسمة والبلد بحاجة إلى قيادة»؟! وتابع: «لكن بنقول لبشار الأسد كتر خيره أنه هرب وفر علينا عبء كبير من تحمله وتحمل أفعاله، بدءا من السجون، تحديدا سجن صيدنايا الذي كان أكبر سجن لأصحاب الرأي». وأضاف في تصريحات تلفزيونية «أي بلد لازم يكون فيه رأي ورأي آخر، لكن بشار الأسد وزبانيته حولونا إلى الرأي الواحد».

منى واصف: سلاحي البقاء في الوطن

علقت الفنانة منى واصف، المعروفة بموقفها المناهض للنظام فقالت واصف في اتصال هاتفي مقتضب مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية؛ إنها «تشعر بالارتياح تجاه المشهد الحالي في دمشق»، التي تشهد احتفالات واسعة بسقوط النظام بعد أكثر من 50 عاما من الحكم المستبد. وأضافت الفنانة المعروفة بـ«السنديانة الدمشقية»، أنها تلاحظ ذلك المشهد الذي أشارت إليه «من خلال مشاهدتها لحركة الناس عبر شباك منزلها في الشام».

وذكّرت بمواقفها السابقة والواضحة التي تحدثت عنها طوال السنوات الأخيرة منذ 2011، مشيرة إلى أن «سلاحها طيلة الفترة الماضية كان البقاء في الوطن». كما ذكّرت الفنانة الشهيرة بأن ابنها عمّار معارض، وكان خارج سوريا منذ عام 2005». وأعربت أيضا عن ارتياحها لمشهد خروج المعتقلين من سجن صيدنايا سيئ السمعة، وشددت على أن التغيير لا يحدث بين يوم وليلة، بل يحتاج إلى الوقت.

وخلال الأيام الماضية، كانت مواقف الممثلين والإعلاميين والشخصيات البارزة في سوريا محط مثار للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب التقلبات السريعة في المواقف بعد انهيار النظام.

وفي حين أعرب ممثلون معارضون للنظام عن ابتهاجهم بسقوط النظام مثل عبد الحكيم قطيفان ومكسيم خليل وغيرهما، أثار آخرون عُرف عنهم التأييد للنظام جدلا واسعا؛ عقب انقلابهم إلى معارضة النظام، وتراجعهم عن مواقفهم القديمة الداعمة للأسد وحكمه.

كاريس بشار تُراقص الثوار

الفنانة كاريس بشار حرصت على التواجد مع المتظاهرين ورقصت وغنت معهم في قلب دمشق احتفالًا بالنصر وعلقت على صفحتها: «حرية للأبد».

بدور كوع الممثل وائل شرف (معتز باب الحارة) عن مواقفه السابقة وأعلن من خلال موقعه أنه يبارك للثوار انتصارهم، ووجه كلمة شكر وفخر للشعب السوري. وحرص الممثل بشار إسماعيل في حلقة خاصة عبر قناة «الحرة» على تعرية كل تاريخ بيت الأسد الذين قال عنهم إنهم ليبسوا سوريين ولا علويين، وكشف شذوذ هذه الأسرة الأخلاقي والنفسي، كما عرى المتعاونين معهم، وطالب روسيا بتسليم بشار للمحاكم السورية طالب كل الدول المساهمة بمحاكمة ما وصفه أقذر حكم يمر على هذا البلاد العظيمة.

أمل عرفة تعتذر عن موقفها

ظهرت الفنانة أمل عرفة على موقعها موجهة رسالة الى السوريين تبارك فيها هذا النصر، وأشارت إلى أن الفترة الحالية انتقالية حساسة، مشيرة إلى أنها لن تدافع عن نفسها. وردت على التهديدات الموجهة لها والتي تتهمها بمساندتها لبشار الأسد قائلة: «أنا في بيتي في دمشق وسوريا لنا كلنا». وكررت اعتذارها عن لوحة فنية شاركت فيها قبل سنوات، اعتبرها الجمهور استخفافا بضحايا الحرب في سوريا، وسخرية من فريق الخوذ البيضاء الإغاثي، ووصفت اللوحة بالفاشلة.

كان عدد من النجوم أحدثوا ثورة في الوسط الفني فقد نشر عدد من الفنانين السوريين الداعمين للنظام السابق منشورات تتضمن مواقفهم من الأحداث الجارية.

سُلاف فواخرجي مصرة على رأيها

كتبت الممثلة سُلاف فواخرجي منشورا عبر حسابها على فيسبوك أكدت فيه أنها لن تتنكر لأفكارها، سواء كانت صحيحة أم خاطئة، وقالت «تعلمت أن أتصالح مع كل مرحلة، مهما كانت.. لم أدعِ يوما أني على الحق بالمطلق، لأنه لا يوجد إنسان مهما علت مرتبته على الحق دائما». وأضافت «في كل كلامي ولقاءاتي كنت أقول ربما أكون على صواب وربما أكون على خطأ، ودم السوري على السوري حرام».

أشارت إلى أن بعض الأصدقاء طلبوا منها حذف صور سابقة، لكنها رفضت حذف جميع صورها ومنشوراتها «لأن تاريخ أي منّا لا نستطيع محوه متى شئنا أو طُلب إلينا»، لكنها عادت وأكدت أنها ستحذف بعض الصور بناء على طلب الأصدقاء من الطرفين، وفق المنشور. واختتمت المنشور بنداء «عاشت سوريا وعاش السوريون موحَّدين غير مقسّمين، مسالمين آمنين، وشكرا لحقن الدماء».

باسم ياخور متذبذب!

يعتقد متابعون على منصات التواصل الاجتماعي أن الممثل باسم ياخور، الذي التزم الصمت، مستمر في تمسكه بموقفه رغم أنه نفى انه سيغادر سوريا ولن يعود اليها، ويتهم الفنان بأنه كان من المدافعين الشرسين عن بشار الأسد وشقيقه والنظام.

في حين أكدت زوجته، كاتبة السيناريو السورية رنا الحريري، قالت «جواتي مشاعر مختلطة.. عم نعيش لحظات تاريخية.. يا رب تحمي سوريا الشعب». وردا على تعليقات غاضبة من الجمهور عبر حساب الحريري على إنستغرام، قالت «بحياتي ما ذكرت اسم سوريا منسوبا لأي إنسان أو حيوان.. وما في شي بيضطرني نافق.. ما عندي مكاسب أو مصالح شخصية أو غايات».

ومن خلال القصص المصورة على إنستغرام أكدت الحريري أن السياسة لا تعنيها، والوطنية بالنسبة لها هي الانتماء والتعاطف مع البشر أكثر من الانتماء وحب الأرض والأماكن، ودافعها الأول في الكتابة عن أي قضية هو دافع إنساني فقط، وفق وصفها.

قصي خولي يُكوع

كوع الممثل قصي خولي المعروف بولائه لبشار عبر إنستغرام وقال «الشعب السوري واحد لا للطائفية جميعنا أبناء هذا الوطن، جمال سورية في تنوعها المذهبي والطائفي، والعرفي، علوي، سني، درزي، مسيحي، أرمني».

لم يعلّق عدد من الفنانين المعروفين بدعمهم المتواصل خلال السنوات الماضية لنظام بشار الأسد عن مواقفهم بعد سقوطه، ومن أبرزهم الممثلة رغدة وشكران مرتجى التي نشرت قبل أيام عبر حسابها على إنستغرام «سلام لبلاد طعُنت من الخلف ولم تطعن».

وتوقف تصوير المسلسل السوري الجديد «تحت سابع أرض»، بطولة تيم حسن والمقرر عرضه ضمن موسم دراما رمضان المقبل، بسبب الأوضاع في البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد. وعلى الرغم من بدء تصوير أولى مشاهد المسلسل إلا أن تطور الأوضاع دفع صناع العمل الذي تدور أحداثه في إطار شعبي سوري على مدار 30 حلقة إلى توقف تصويره لتحديد مصير العمل. وينتظر الكثير من النجوم السوريين ما سيكون عليه مستقبل الدراما في البلاد.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد