سلطت صحيفة "وطن أمروز" الإيرانية الضوء على التطورات التي شهدتها سورية مؤخًرا، واعتبرت أنه خلال العقود الخمسة الماضية فإن الأحداث التي حصلت دليل على أن الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني حاولا بشتى الطرق تمهيد الطريق لدخول سورية في عملية التطبيع في المنطقة.
ورأت الصحيفة أن دخول سورية في الحرب الأهلية المستمرة منذ 13 عامًا، ومحاولة نظام أردوغان ركوب أمواج التطورات في هذا البلد لكسب قوة عناصر الإخوان، يضع حتمًا أنقرة إلى جانب واشنطن وتل أبيب. قرب تركيا من سورية وما يجمع البلدين من قواسم دينية وتاريخية، جعل أنقرة تتقدّم بضوء أخضر من واشنطن ومشيخات المنطقة لإسقاط الحكومة السورية، على عكس الموقف السلبي تجاه التحرك المحتمل للصهاينة في سورية [...] وعلى الرغم من أن أردوغان ونتنياهو وقادة البيت الأبيض يشتركون في وجهة النظر حول ضرورة تحدي حكم الأسد في سورية، إلا أن كلًا منهم خطا على هذا الطريق المتعرّج واضعًا هدفه الخاص في الاعتبار، نظام "إسرائيل" والولايات المتحدة دخلوا هذه الحملة بهدف قطع الاتّصال مع ما أسموها بأذرع إيران، وبالاعتماد على سياسة العثمانية وأيضًا تعزيز المحور الإخواني في المنطقة، وبهذا يكون أردوغان قد خطا خطوة نحو تمكين حلفائه في سورية، وهي عملية، رغم أنها وصلت إلى وجهتها بنجاح، إلا أنها تمتلك القدرة اللازمة على تضارب المصالح بين الأطراف في المستقبل القريب".
وأضافت الصحيفة "[...] وكانت مسألة تعزيز النفوذ السياسي التركي في سورية، وتمهيد الطريق لدخول دمشق في معادلة تسوية مع العدوّ الصهيوني، قضية أخرى مهمّة دفعت أنقرة وتل أبيب وواشنطن نحو سقوط حكم الأسد على سورية. ولا يمكن إخفاء أنه مع سقوط الأسد في سورية، أصبحت تركيا عمليًّا الدولة الأكثر نفوذًا في سورية، وهو ما أقر به ترامب في مواقفه الأخيرة وأشاد بسياسات أردوغان في هذا الصدد. إن تعزيز نفوذ أردوغان في تركيا (كعضو في الناتو وله علاقات سياسية دبلوماسية مع النظام "الإسرائيلي") سيكون بمثابة رافعة سيقبلها الأميركيون بالكامل، بشرط دور أنقرة في تسهيل دخول دمشق في مشروع التطبيع مع النظام الصهيوني. وفي الواقع، وبالتوازي مع تعزيز موقف تركيا في سورية والتأثير العميق في السياسات المستقبلية لهذا البلد، فإن نظام أردوغان سيتخّذ خطوات كوسيط رئيسي لحل التحديات السائدة بين دمشق وتل أبيب. تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من دعم أردوغان اللفظي للقضية الفلسطينية، فإن تركيا اليوم تُذكر على أنها أكبر شريك تجاري للنظام "الإسرائيلي" في العالم الإسلامي".