أوراق إعلامية

في العام 2025... استعدّوا للجيل «بيتا»!

post-img

في 1 كانون الثاني (يناير) 2025، يبدأ جيل «بيتا» رحلته في عالم سريع التغيّر، ليحل رسميًا مكان جيل «ألفا» الذي بدأ عام 2010. يشير هذا الانتقال إلى بداية حقبة جديدة قد تتسم بتطورات تكنولوجية مذهلة وتحولات اجتماعية عميقة، في حين يمتد جيل «بيتا» من عام 2025 حتى حوالى 2039، ليخلف بذلك الأجيال السابقة مثل جيل Z (الذي عاش بين 1996 و2010) وجيل الألفية (1981ــ 1996).

رغم أنّ هذه الحدود الزمنية تتسم بالمرونة وتتغير مع تطور مفاهيم الأجيال، إلا أنّ الملامح العامة لما سيرثه جيل «بيتا» من العالم تبدو واضحة، لا سيّما في ظل التحديات البيئية والتحوّلات التكنولوجية المتسارعة التي يواجهها كوكب الأرض.

تحديات بيئية وقيم جديدة

من المتوقع أن يتعامل جيل «بيتا» مع القضايا البيئية بشكل أكثر إلحاحًا من الأجيال السابقة. فبينما لا تزال آثار التغيّر المناخي والتحضّر والتحوّلات الاجتماعية تثير القلق حاليًا، سيتعيّن على هذا الجيل تبني ممارسات استدامة تكون أكثر من مجرد تفضيل شخصي. وبحسب رأي عالم الديموغرافيا والمستقبليات، مارك ماكريندل، فإنّ «الاستدامة لن تكون مجرد خيار، بل ستكون توقعًا أساسيًا» بالنسبة إلى جيل «بيتا»، مشيرًا إلى أنّ القيم المجتمعية لهذا الجيل ستتأثر بشدة بالتحديات البيئية.

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

مما لا شك فيه أنّ هذا الجيل الجديد سيواصل الانغماس في التكنولوجيا، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأجهزة الذكية، التي ستكون جزءًا من حياته اليومية. فمن المتوقع أن يدمج هذا الجيل هذه الأدوات بشكل أكبر في حل المشكلات اليومية والروتين اليومي. لكن، قد تختلف العلاقة مع وسائل التواصل الاجتماعي، التي كانت سمة بارزة في الأجيال السابقة. فبينما انغمس جيل «ألفا» في منصات مثل «سكيبيدي تواليت» و«ما سيغما»، من المرجح أن يكون جيل «بيتا» أكثر وعيًا بالوقت الذي يقضيه أمام الشاشات، خاصة مع تزايد الوعي بين الآباء من الجيل Z بأهمية الحد من استخدام هذه التكنولوجيا.

تأثير ما بعد الجائحة

سيعيش الجيل المقبل في عالم مختلف تمامًا عن الأجيال التي سبقته، إذ لن يكون لديهم تجارب مباشرة مع الأزمات مثل جائحة كورونا. ويعني ذلك أنّه سيكبر في مدة ما بعد الجائحة، بعيدًا عن إغلاقات المدارس والعزلة الاجتماعية التي أثرت بشكل كبير على الجيل Z. كما يشير الباحث في شؤون الأجيال، جيسون دورسي، إلى أنّ «جيل بيتا سيتعلم عن هذه التجارب عبر الأجيال الأكبر سنًا، ولكنها ستكون مجرد جزء من تاريخهم، وليست تجربة معاصرة».

الجدال حول تصنيفات الأجيال

رغم هذا التقدم السريع في التكنولوجيا والتغيرات المجتمعية، يظل الجدل مستمرًا حول مدى دقة التصنيفات الجيلية. فيرى باحثون أنّ التسميات مثل جيل «بيتا» أو جيل Z قد تكون مبسطة جدًا، وقد تفرط في تقليل تعقيد التجارب الإنسانية المشتركة. في هذا السياق، أعلن مركز «بيو» للأبحاث في عام 2023 أنّه سيتخلى عن استخدام التسميات الجيلية بشكل مفرط في دراساته المستقبلية، مشيرًا إلى أنّ عوامل مثل العرق والطبقة الاجتماعية غالبًا ما تلعب دورًا أكبر في تشكيل تجارب الأفراد الحيوية.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد