يواصل المخرج والمنتج العالمي مايكل مور الترويج للفيلم الفلسطيني «من المسافة صفر»، الذي يشارك فيه كمنتج منفذ. عبر حسابه الرسمي على «إنستغرام»، نشر مور الملصق الدعائي للفيلم مرفقًا بتعليق قال فيه: «أصدق أن فيلمًا عظيمًا واحدًا يستطيع أن يغير العالم. «من المسافة صفر» هو ذلك الفيلم، وأنتم ذلك الجمهور. إذا كان يُعرض هذا الفيلم في أي مكان قريب منكم، اذهبوا وشاهدوه. أشهدوا هذه التحفة الفنية لـ 22 فنانًا محبوسين في غزة وشاهدوا الفلسطينيين على حقيقتهم؛ سائقي أجرة وأمهات، معلمين وفنانين».
«من المسافة صفر» فيلم وثائقي مميز يتكون من 22 فيلمًا قصيرًا، كل منها ينقل حكاية من قلب المآسي في قطاع غزة. يعكس العمل تجارب السكان اليومية وسط صراعات لا تنتهي، مسلطًا الضوء على الجانب الإنساني الذي قلما يصل إلى العالم الخارجي. هذا المشروع من إنتاج المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي نجح في تقديم صورة حقيقية ومؤثرة عن معاناة أهل القطاع من خلال أصواتهم وقصصهم.
عرض الفيلم مؤخرًا ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث لاقى إشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء، وتميز بأسلوبه الفريد في نقل أصوات الفلسطينيين من داخل الحصار.
في إنجاز جديد للسينما الفلسطينية، وصل «من المسافة صفر» إلى القائمة المختصرة لفئة «أفضل فيلم أجنبي» ضمن جوائز الأوسكار لعام 2024. يأتي هذا الاختيار وسط منافسة شرسة من عدد من الأعمال السينمائية الهامة التي تم عرضها على مدار العام. ومن المقرر أن يتم الإعلان عن القائمة النهائية المكونة من خمسة أفلام مرشحة يوم الثلاثاء الموافق 23 يناير/ كانون، بعد سلسلة من التأجيلات نتيجة حرائق كاليفورنيا التي أثرت على جدول إعلان الترشيحات.
لاقى الفيلم اهتمامًا عالميًا ملحوظًا، خاصة بعد دعم مايكل مور، الذي يُعرف بمواقفه الداعمة للقضايا الإنسانية. دعوة مور للجمهور لمشاهدة الفيلم تعكس إيمانه بقوة السينما في إحداث التغيير، خاصة عندما يتعلق الأمر بنقل صورة واقعية عن معاناة الفلسطينيين.
كما حظي العمل باشادات واسعة في المهرجانات الدولية، إذ وصفه النقاد بأنه «شهادة حية من غزة»، تجمع بين الألم والأمل، وتنقل صوت الشعب الفلسطيني من قلب الحصار إلى العالم.
يُعد «من المسافة صفر رسالة إنسانية وثقافية تتحدى الصور النمطية المفروضة على الفلسطينيين. يجمع العمل بين الواقعية والرمزية ليحكي حكايات أمهات فقدن أبناءهن، أطفال يحلمون بمستقبل أفضل.
يمثل وصول «من المسافة صفر» إلى الأوسكار خطوة جديدة في مسيرة السينما الفلسطينية التي تسعى دائمًا لنقل صوت القضية الفلسطينية للعالم. وبالرغم من التحديات التي تواجهها هذه السينما، إلا أنها تستمر في إثبات قوتها وتأثيرها.
