تجمّع ناشطون، مساء يوم الثلاثاء، خارج معهد لندن للفنون المعاصرة لإظهار الدعم لـ"بينالي غزة" الذي يضم عشرات الفنانين الفلسطينيين، والاحتجاج على علاقات المعهد مع "إسرائيل" وسط حرب الإبادة الجماعية على غزة، التي خلّفت حتى اليوم الأربعاء 46 ألفًا و707 شهداء، و110 آلاف و265 مصابًا، وفقدان ما يزيد عن 11 ألف فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، ووسط تجاهل إسرائيلي لمذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
كانت الشوارع خارج معهد لندن للفنون المعاصرة تعج بالأصوات والعروض مساء أمس، حيث تجمع المتظاهرون لحضور أول حدث في المملكة المتحدة لـ"بينالي غزة"، هو مشروع فني عالمي يهدف إلى عرض الفن الفلسطيني داخل غزة وفي المعارض الدولية، ويضم أعمالًا فنية لأكثر من 60 فنانًا فلسطينيًا، يواصل العديد منهم الإبداع في غزة، صامدين في ظل ظروف بالغة الصعوبة والخطورة.
"بينالي غزة" للعرض والاحتجاج
بالإضافة إلى عرض الفنون الفلسطينية، شهد "بينالي غزة" في لندن احتجاجًا ضد علاقات معهد لندن للفنون المعاصرة بمؤسسة بلومبيرغ للأعمال الخيرية، التي تمول معرضًا يستضيفه المعهد. وتُتّهم المؤسسة التي يقودها الملياردير مايك بلومبيرغ بالتورط بشكل مباشر في تسهيل البنية التحتية للمستوطنات في الضفة الغربية. وكانت هذه المستوطنات، التي اعتبرتها محكمة العدل الدولية غير قانونية، بمثابة نقطة محورية للاحتجاجات العالمية ضد احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية. وبينما يواجه الفنانون داخل غزة تحديات هائلة في نقل أعمالهم خارج القطاع المحاصر والمدمّر وضحية الإبادة الجماعية الجارية، حظي "بينالي غزة" بدعم دولي، إذ انضمت مجموعات مثل "عمال من أجل فلسطين حرة" و"عمال ثقافيون ضد الإبادة" إلى الجهود المبذولة في سبيل ذلك.
كما يأتي "بينالي غزة" في سياق دعوات عالمية لقطع كل علاقة فنية مع الاحتلال، وخصوصًا مؤسسة بلومبيرغ للأعمال الخيرية. في العام الماضي مثلًا تقدم العشرات من صُنّاع الأفلام بعريضة إلى مهرجان نيويورك السينمائي لقطع العلاقات مع مؤسسة بلومبيرغ بسبب تورطها في تمويل برنامج لتدريب المسؤولين من أكثر من 40 مستوطنة في الضفة الغربية.
