أوراق سياسية

شروط ومطالب وتعقيدات تعيق تشكيل الحكومة!.. 

post-img

حسناء سعادة ـ سفير الشمال
    
وعادت حليمة الى عادتها القديمة، وكأن البلد يعيش رفاهية خسارة الوقت والفرص ما يدفع الى التساؤل هل على الخارج دائماً ان يتدخل لتنتظم الأمور وكم من فرصة اضاعها القيمون على البلد من اجل مصالحهم الخاصة وحصصهم ومكتسباتهم؟.

الى نقطة الصفر عاد امر تشكيل حكومة نواف سلام الأولى والمكلف بـ٨٤ صوتاً وبأكثر من وعد بعدم العرقلة الا ان الوعود ذهبت ادراج الرياح ولا يزال الأخذ والرد ومبدأ المحاصصة والمكتسبات وعدد الحقائب ونوعيتها موضع جدل ما يؤخر التأليف.

ويكشف سياسي مخضرم لسفير الشمال ان الامل بتشكيل حكومة وازنة وموزونة ومتماسكة ومن أصحاب الاختصاص يتضاءل يوماً بعد يوم في ظل التعقيدات التي تمظهرت والتمسك بحقائب معينة من قبل اكثر من حزب فاعل، معتبراً ان الافرقاء كافة لم يتعظوا ولا زالوا يعملون وفق مبدأ “من بعدي الطوفان” بدل تسهيل عملية التشكيل ويتظاهرون في العلن بأنهم مترفعون.

ويضيف ان الاستحقاق الرئاسي تم بضغط خارجي وكذلك عملية التكليف لتشكيل الحكومة ويا ليت الضغوط استمرت واتت الحكومة معلبة لأنه على ما يبدو لم نصل الى سن الرشد في العمل السياسي ولا تزال التوازنات السياسية والطائفية ومعها الكيدية والمحاصصة والتباينات السياسية هي السائدة ناهيك عن محاولات الإلغاء وتظهير غلبة فريق على اخر وتسجيل انتصارات وهمية فيما الخسارة الأكبر تطال كل مواطن لبناني وكل تأخير في وضع البلد على السكة الصحيحة يؤدي الى إعادة البلد الى دوامة التخبط والانهيار وهروب الاستثمارات ويأس الدول واعتبارها ان وضع لبنان "فالج لا تعالج".

وحول أسباب وعوائق تأخير ظهور التشكيلة الوزارية يرى السياسي المخضرم ان الأسباب متعددة منها سعي بعض القوى النيابية الى تضخيم حجمها ومطالبتها بحقائب محددة ومنها حصر بعض الوزارات بطوائف معينة، ومنها محاولة كسر فريق، ومنها الحديث عن الميثاقية، ناهيك عن موضوع وزارتي المالية والطاقة من دون نسيان عملية توزيع الوزارات السيادية على الطوائف، ومنها أيضا أسماء الوزراء الذين سيتولون الحقائب وضرورة ان يكونوا من أصحاب الاختصاص.

شروط ومطالب وتعقيدات لا زالت تعيق تشكيل الحكومة التي كان من المتوقع ان تبصر النور هذا الأسبوع ولكن على ما يبدو تم ترحيلها الى الأسبوع المقبل وربما الى الأسبوع الذي يليه اذا استمرت المزايدات والمقايضات ليبقى السؤال في حال تشكلت ماذا عن بيانها الوزاري وهل ستنال ثقة المجلس النيابي؟.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد