ما تزال تداعيات قضية الابتزاز والتشهير الإلكتروني الذي تعرضت له زوجة يمنية مقيمة في السعودية من مبتز يمني في الداخل استغل صورًا لها حصل عليها عبر تطبيق الاتصال (إيمو)، تثير ردود فعل متصاعدة مجتمعيًا وإعلاميًا في اليمن، وصلت حدّ نشر إحدى الصحف المحلية صورة الفتاة التي كانت سببًا في ابتزازها، في واحدة من أبشع جرائم الابتزاز والتشهير الإلكتروني يشهدها اليمن، إذ تسبب الابتزاز والتشهير في هذه القضية في تدمير أسرة بكاملها.
قالت صحيفة الأيام اليومية العدنية، والتي تعرضت لردود فعل رافضة لنشرها الصورة، إن الفتاة صارت حاليًا متهمة بارتكاب جريمة قتل والد أبنائها بعد أن طلقها، وذلك من خلال صب زيت مغلي عليه وهو نائم ما تسبب بوفاته، في جريمة دمرت أسرتها وتركت طفلين للمجهول، بعد أن أودعها الأمن السعودي أحد السجون، عقب وفاة المجني عليه متأثرًا بالحروق.
كانت الصحيفة قد كتبت في مستهل قصتها الخبرية: “لم تكن تتوقع منال أن مكالماتها عبر الفيديو مع رجل غريب ستقودها إلى كارثة تدمر حياتها وحياة أسرتها. فمنال فتاة يمنية في الرابعة والعشرين من عمرها، متزوجة وأم لطفلين، ارتكبت خطأً كلفها أغلى ما تملك، حين وثقت بشخص استغلها وحول حياتها إلى كابوس من الابتزاز والفضيحة، ما أدى إلى جريمة مروعة انتهت بمقتل زوجها وحبسها خلف القضبان وتشريد طفليها”.
في بيان التوضيح الذي أصدرته، يوم الاثنين، بعد ردود الفعل التي تعرضت لها في منصات التواصل الاجتماعي عقب نشر الصورة، قالت الصحيفة في صدر صفحتها الأولى: “إن العبرة والغرض من إعادة نشر صورة المرأة كان هدفًا ساميًا ونبيلًا أرادته الصحيفة، وهو إيصال رسالة إلى كل بيت وكل امرأة وفتاة في المجتمع اليمني المحافظ بأن هذا هو مصير كل من تسير في الطريق الخطأ الذي أوصل “منال” إلى هذا الوضع، وأوصلت أسرتها وأهلها إلى ذلك الواقع المرير”.
تتضمن القصة تفاصيل مؤلمة، وما زالت تخفي تفاصيل أخرى، في درس قاس، من خلال تعرض فتاة متزوجة، ولديها طفلان، لابتزاز وتشهير من مبتز يعمل سائق سيارة أجرة في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، يدعى (ي ا) ، تعرف إليها عندما كانت في اليمن خلال توصيلها، وخلال ذلك تبادلا أرقام الهواتف بغرض التوصيل لاحقا، لكن المبتز كان يخفي نية سوداء، فاستمر بالتواصل معها، مستغلًا ضعفها حتى حصل على صور لها عبر تطبيق الاتصال (إيمو)، فبدأ بابتزازها، إلا أنها حصلت على فيزا للسفر والإقامة مع زوجها في السعودية، فاعتقدت أنها بذلك قد تخلصت من الابتزاز، لكنه استمر بالاتصال بها وابتزازها، واستمرت هي بإرسال المال إليه، حتى طلب منها، في إحدى المرات، مبلغًا كبيرًا، لكنها رفضت بعد أن وصلت إلى مرحلة التحدي والعجز، ما دفعه لنشر صورها على صفحته في “فيسبوك”، مع منشور يحمل تعابير نابية، وهو المنشور الذي وصل إلى الزوج، فكان الطلاق، لكن الفتاة اندفعت لارتكاب ما هو أفدح (وهنا تختفي تفاصيل معقدة)، وهي جريمة صب زيت مغلي على طليقها وهو نائم، ما تسبب بوفاته عقب أيام من دخوله العناية المركزة، فتحولت الفتاة بتلك الجريمة من مجنٍ عليها إلى جانٍ، وقد ألقى الأمن السعودي القبض عليها وأودعها السجن.
عندما علم المبتز بما حصل سارع لحذف المنشور، والذي يتضمن الصور التي تسببت بتلك الكارثة الأسرية، محاولًا الإفلات من التبعات القانونية، إلا أن السلطات الأمنية في الحوبان في مدينة تعز ألقت القبض عليه، وهو حاليًا رهن التحقيقات.
تحولت الحادثة إلى قضية رأي عام على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، تناولتها عدة تدوينات، منذ أكثر من أسبوع، تحذر الفتيات من الوقوع في مصائد الابتزاز والتشهير الإلكتروني، وتوجه الضحايا والعائلات لكيفية التعامل معها. كما حذر مدونون مما قالوا إن هناك تدخلات لشخصيات اجتماعية نافذة في تعز في محاولات لإخراج المبتز من السجن، مطالبين “بإيقاع أقسى العقوبات عليه حتى يكون عبرة لمن يعتبر.