أوراق ثقافية

غيرترود بيل... جاسوسة الاستعمار

post-img

هي جاسوسة أهملها التاريخ لوقت طويل، رغم دورها المحوري في إعادة رسم غرب اسيا (خرائط الشرق الأوسط) بعد الحرب العالمية الأولى. كانت البريطانية غيرترود بيل (1868-1926/ الصورة) مدخّنة شرهة، وامرأة متمرّدة، تحدثت خمس لغات، ونشرت ستة كتب، وحياتها مليئة بالمغامرات والإنجازات. جابت الصحراء العراقية على ظهر الجمل، وتعرّفت إلى شيوخ القبائل، وأقامت علاقات وطيدة معهم.

كما انخرطت في التنقيب عن الآثار وأسّست متحفًا في بلاد الرافدين لعرض التراث السومري والبابلي وحفظه. يستعرض فيلم «رسائل من بغداد» (2016)، قصة الجاسوسة التي وصلت إلى الشرق الأوسط، في مدة انهيار الدولة العثمانية، والتفاف بريطانيا وفرنسا حولها لتقاسم الغنائم.

أدت بيل دورًا رئيسيًا في اختراقها للمجتمعات على المستويين الشعبي والنخبوي. يوثّق الفيلم رحلة بيل في الصحراء العربية المجهولة بالاعتماد على أكثر من 1600 رسالة تبادلتها أثناء إقامتها في العراق، حيث توفيت ودُفنت، وعلى صور للمنطقة العراقية قبل مئة عام، ويروي قصتها بالكامل، عبر كلماتها وكلمات معاصريها، المقتبسة من رسائلهم ومذكراتهم الخاصة ووثائقهم الرسمية. الفيلم الذي يحمل توقيع المخرجتين الأميركيتين زيفا أولباوم وسابين كراينبول، سيُعرض ضمن فعاليات «مهرجان بيروت للأفلام الفنية»، يوم 4 شباط (فبراير)، على شاشة مسرح «بيريت». وستلي العرض مناقشة باللغة الإنكليزية عبر تطبيق «زووم»، مع مخرجتي الفيلم، والمؤرخ المتخصّص في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، فَراك كتسمانيان.

* عرض فيلم «رسائل من بغداد: القصة الحقيقية لغيرترود بيل والعراق»: الخميس 4 شباط (فبراير) – الساعة السابعة مساءً – مسرح «بيريت» (جامعة القديس يوسف، بيروت). للاستعلام: 03/210424

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد