منذ اليوم الأول من شهر رمضان، بدأت قناة «دي. إم. سي» التابعة لـ «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» -تابعة للاستخبارات المصرية- في عرض برنامج «مدفع رمضان» الذي يقدمه الممثل المصري محمد رمضان بعد الإفطار مباشرةً (السادسة والنصف مساء بتوقيت القاهرة). يعتمد البرنامج بشكل مباشر على تقديم مساعدات مالية للجمهور، ويعد التجربة الأولى لمحمد رمضان في تقديم البرامج.
في إحدى فقراته، يلتقي رمضان في شوارع مصر بأحد الأشخاص المحتاجين للمساعدة بشكل قدري ومن دون تحضير كما يقول. يقدّم لهم مبلغًا من المال يقدَّر أحيانًا بنحو 100 ألف جنيه (ألفي دولار تقريبًا) أو أكثر.
قررت «الشركة المتحدة» أن تنافس «هيئة الترفيه» السعودية التي تنتج برنامج «رامز إيلون مصر». وفي فقرة أخرى، تجمع سيارة كُتب عليها «مدفع رمضان» أحلامًا مكتوبة في أوراق لمصلحة البرنامج حتى يسحبها رمضان مباشرةً أمام الجمهور، ويحقّق الأمنية التي كتبها الشخص في الورقة.
مع بداية عرض «مدفع رمضان»، أصبح البرنامج «تريند»، وخصوصًا أنّ الطامحين للمكسب تصل أرقامهم إلى الملايين في بلد يعاني أكثر من ثلث سكانه لفقر وفقًا للإحصاءات الرسمية. وبلا شك، سينجح برنامج رمضان في جذب المزيد من المشاهدين والمعلنين، خصوصًا أنّ برامج المسابقات والجوائز المالية لم تعد موجودة منذ مدة، والتجارب البسيطة التي قُدِّمت سابقًا، لم تحقق شهرة كبيرة ولم يكن إنتاجها ضخمًا بالشكل الذي يظهر به «مدفع رمضان».
يبدو أنّ «الشركة المتحدة» قرّرت أن تنافس «هيئة الترفيه» السعودية التي تنتج برنامج «رامز إيلون مصر» («إم. بي. سي. مصر» ـــ السادسة مساء) ببرنامج محمد رمضان، خصوصًا أنّ الأخير فنان ذو شعبية هائلة لدى الطبقة الفقيرة في مصر التي ترى فيه مثالًا لشخص يمكن أن تنجح مثله وتصبح من نجوم الصف الأول في عالم الفن كما فعل. وفي حين يتحدث الجمهور عن الفنانين الذين يتقاضون الملايين ويقبلون بالسخرية منهم على يد رامز جلال، يجد الجمهور نفسه صاحب المكسب الحقيقي في برنامج «مدفع رمضان» حيث تقدم الأموال للجمهور وليس للفنانين.
منذ العام 2009، يقدم رامز جلال (مواليد 1973) برامج مقالب تحمل اسمه أصبحت هي الأشهر في العالم العربي، وتنقلت من قناة إلى أخرى حتى استقرت في «إم. بي. سي. مصر». وهذا العام، يقدّم رامز البرنامج مع اللبنانية نوال الزغبي والمطرب المصري محمد نور، اللذين يقدّمان البرنامج الذي يستضيف النجوم على أساس الظهور فيه حتى يقعوا في فخ رامز جلال بعد ذلك. وقد صوِّر البرنامج هذا العام في استديوهات الحصن في السعودية تحت رعاية «هيئة الترفيه» التي يرأسها تركي آل الشيخ أو «بو ناصر» كما يُعرف، وهو الرجل الذي يعتبره صنّاع الدراما والإعلام في مصر منافسًا لهم يريد أن يسحب البساط من القاهرة لمصلحة الرياض.
يمثل «مدفع رمضان» صلحًا بين «المتحدة» ومحمد رمضان، رغم أنه لم يستطع وللعام الثاني على التوالي أن يقدم دراما رمضانية، نظرًا إلى التضييق الشديد عليه من قبل «المتحدة» القابضة على صناعة الدراما خلال السنوات الأخيرة، مع عدم خضوعه لطلباتهم الخاصة بالأفكار أو الإنتاج. وبالطبع هي أزمة غير معلنة بين رمضان والشركة، وكان آخر عمل درامي شارك فيه هو «جعفر العمدة» (تأليف وإخراج محمد سامي).
واعتذر رمضان للمشاهدين في بداية الحلقة الأولى من «مدفع رمضان» كونه لم يقدم مسلسلًا رمضانيًا في عام 2024، وقال إنه يقدم هذا العام عملًا من بطولة المشاهدين لأنه السبب الأول في نجاحه. وبالطبع، لا يمكن لأحد في مصر أن ينزل ويصوّر في الأماكن التي يظهر فيها محمد رمضان ما لم تكن «المتحدة» شريكته!
* «مدفع رمضان»: س:18:30 على DMC
* «رامز إيلون مصر»: س:18:00 على «إم. بي. سي. مصر»