محمد باقر ياسين/ خاص موقع "أوراق"
شهر رمضان المبارك شهرٌ مميز بكل ما للكلمة من معنى، ويرافق الشهر الفضيل مظاهر رمضانية جميلة أصبحت من مظاهره السنوية المعتادة، في السنوات العشر الأخيرة. فكل من يسير على الطريق تطالعه هذه المظاهر التي تضفي راحة نفسية تجعل الصائم يعيش أجواء الشهر الفضيل، وتعينه على دخول أجواء الصيام بأريحية كبيرة.
تبدأ هذه المظاهر الرمضانية الجميلة، بالظاهرة الأولى وهي الزينة التي يتميز بها هذا الشهر، والتي تضفي راحة بصرية وتهيئة للصائم لقدوم الشهر المبارك. ومن هذه المظاهر الإضائة الخاصة واللافتات التي يكتب عليها أحاديث وروايات مختصة بالصوم وفضائله وفضائل الشهر الفضيل. وهذه المظاهر منظمة بشكل متميز وجميل، ولا تحتاج إلى أي تعديل.
الظاهرة الرمضانية الثانية، هي انتشار المكاتب الصغيرة المخصصة للتبرعات؛ إما للجمعيات الخيرية التي تعنى بالأيتام وإما بالموائد الرمضانية. ويترافق معها انتشار الشبان المتطوعين لجمع هذا المال بحملهم لصناديق مخصصة. ومن جمالية هذه الظاهرة أنها تشجع الصائمين على الصدقة ومساعدة الأسر المتعففة من جهة، وتساعد العوائل المتعففة بتأمين وجبات إفطار يوميًا.
أما الظاهرة الرمضانية الثالثة، هي انتشار أكشاك المخصصة لإعداد عبوات العصير، وخاصةً عصير الليمون والجلاب والسوس وغيره من العصائر. إذ لا يكاد حي أو شارع يخلو من هذه الأكشاك. ومن أهميتها البالغة هي انتشار الشبان وجهدهم الكبير لتحصيل قوت العيش الحلال في هذا الشهر، ففي هذا الشهر تنخفض معدلات البطالة بين هذه الفئة، وفي الوقت عينه الأسعار المدروسة التي تباع بها عبوات العصير تساعد الأهالي في التقليل من المصاريف التي تثقل كاهلهم في هذا الشهر المبارك.
الظاهرة الرمضانية الرابعة، هي انتشار العربات المخصصة لبيع الحلويات الرمضانية المتنوعة. وهذه العربات لا تنتشر، بشكل كبير، وذلك لحساسية المنتج المباع وخطورة تعرضه للتلف بعد وقت قصير من صنعه من جهة، ولأنه يحتاج إلى حرفية في العمل وإتقان من جهة ثانية، وليس كل من يريد يستطيع أن يعمل بها. هذه العربات توفر أيضًا من أعباء التكاليف الرمضانية على الأسر.
الظاهرة الرمضانية الخامسة، هي انتشار العربات والزواية المخصصة لبيع الخضار والفواكه، وبشكلٍ خاص الخضروات التي تدخل ضمن مكونات الأطعمة الرمضانية المتوارثة، صحن "الفتوش" على سبيل المثال. وهذه الظاهرة منتشرة، في معظم الأحياء والشوارع، كونها ليست بحرفة تحتاج إلى الدقة الكبيرة، وهي لا تحتاج سوى إلى الالتفات إلى بيع الخضار قبل فسادها.
كيف ننظم هذه الظواهر الرمضانية؟
هذه الظواهر مع جماليتها؛ تشوبها عدة أمور يجب الالتفات إليها بهدف الحفاظ عليها وتنظيمها، ومن أجل ذلك يمكن العمل على المقترحات الآتية:
1- تدخل البلديات، بشكل خاص، في كيفية انتشار الأكشاك والعربات؛ حيث تبقى ضمن حدود الرصيف. فلا تسبب مشكلة زحمة سير من جهة، ولا تضر المارة على الرصيف من جهةٍ ثانية.
2- تقديم الورش التدريبية للشبان الذين يقومون ببيع الخضار وإعداد العصائر وبيع الحلويات، ولفت نظرهم إلى السبل التي يجب أن يتبعوها لتفادي تعريض منتجاتهم للتلف أو تعريض صحة المشترين للخطر.
3- تأمين مكان، ولو محدود، لركن الآليات التي يرغب أصحابها بالشراء، وذلك لتفادي التسبب بزحمة سير خانقة.
4- إذا أمكن تبرع الميسورين بوسائل التبريد للعصائر والحلويات أو الخيم لأماكن الخضار، للحفاظ على سلامة العاملين وسلامة منتجاتهم من تعرضها للتلف إثر حرارة الشمس.
5- إجراء كشف يومي تقوم به المفارز الصحية التابعة للبلديات لضمان جودة المنتجات الغذائية المقدمة.
ختامًا، هذه الظواهر الرمضانية الجميلة يجب أن نحافظ عليها؛ وندعمها من أجل استمرارها لما تضفيه من راحة وطمأنينة على الصائمين. وهذه الأجواء هي من الود والتراحم والتكافل، يجب تعزيزها وغرسها في ذاكرة الصغار، لتتناقلها الأجيال جيلًا تلو جيل.