زينة حداد/ جريدة الأخبار
تعود قضية «الفنان التائب» فضل شاكر إلى الواجهة مجددًا، وهذه المرة من بوابة السعودية. إذ يبدأ تطبيق «شاهد» المنضوي تحت شبكة MBC، بعد غدٍ الأحد عرض مسلسل «يا غايب» الذي يتناول سيرة شاكر (إنتاج شركة 2Pure لصاحبها اللبناني رودولف جبر).
نشرت منصّة «شاهد» البرومو الترويجي للمشروع الذي تشارك فيه مجموعة من الممثلين من بينهم طلال الجردي، فيما يؤدي الأردني عماد المحتسب دور شاكر في المشاهد التمثيلية. استوحى صنّاع العمل اسم السلسلة الوثائقية من أغنية «يا غايب» التي أطلقها شاكر في العام 2003، وشهدت شهرةً واسعةً بعباراتها الرومانسية. صوّر الوثائقي في تركيا قبل أكثر من عام، بعدما واجه صعوبةً في التصوير في لبنان بسبب الأحكام القضائية الصادرة ضد شاكر. مع العلم أنّ العمل يتضمّن مقابلة مع صاحب أغنية «بيّاع القلوب»، إذ يروي بعض التفاصيل الجديدة المرتبطة بمستقبل مسيرته الفنية.
الثورة السورية «لطشت مخّه»
هكذا، يسترجع صاحب أغنية «الحبّ القديم» بداية دخوله عالم الفن، وصولًا إلى ما يسمّى بـ«الثورة السورية»، ولاحقًا اعتزاله في العام 2012، قبل أن يتراجع عن قرار الغياب العام 2018 ويعود إلى الغناء. لكن هل سيحمل «يا غايب» أي جديد في قضية الفنان الفارّ من وجه العدالة، أم سيكون أداةً لتلميع صورته فقط، خصوصًا أنّ وساطات عدة من دول عربية وخليجية، حاولت قبل سنوات طيّ ملف شاكر في القضاء اللبناني؟ علمًا أنّ تلك الوساطات فشلت بعدما تمسّك القضاء بالقرار الصادر بسجن المغني.
حبّ... وإرهاب
لا تشبه سيرة شاكر حكاية أيّ فنان عربي ابتعد عن الأضواء. قرّر الاعتزال والانضمام إلى الجماعات الإرهابية التي أسّسها الشيخ أحمد الأسير.على إثرها صدرت أحكام بحقّ شاكر بالمشاركة في أحداث عبرا الشهيرة (صيدا ــ جنوب لبنان) التي أدت إلى استشهاد عدد من عناصر الجيش اللبناني. يومها، لم يخف شاكر «حماسته» لحمل السلاح، بل خرج علنًا في فيديوهات إبان الأحداث، مهدّدًا بقتل عناصر من المقاومة والجيش.
من جانبها، تحاول الشبكة السعودية اللعب على وتر الحبّ والإحساس والرومانسية في مسلسل «يا غايب»، إذ أطلّ شاكر في الفيديو الترويجي وهو يذرف الدموع في محاولة لاستعطاف المشاهدين، وربما تمهيدًا لعودته «الرسمية» إلى الفن وإسقاط تهم الإرهاب عنه.
علمًا أنّ شاكر كان معروفًا بصوته المليء بالإحساس وأغنياته الرومانسية. وخلال السنوات التي توارى فيها عن الأضواء هاربًا من وجه العدالة، كان في مخيم عين الحلوة في صيدا، وأصدر عشرات الأغنيات التي أنتجها بميزانية خجولة. لكن تلك الأعمال لم تترك أثرًا بسبب سمعته التي لطّختها قضايا الإرهاب، ولم تحقق النجاح مقارنةً بالنجومية التي عرفها الفنان قبل سنوات.
الابن يرافع عن أبيه
في هذا السياق، قبل ساعات على انطلاق «يا غايب»، ضجّت صفحات السوشال ميديا بخبر تبرئة شاكر من التهم الموجهة إليه ضدّ الجيش اللبناني. وخرج ابنه محمد شاكر في بثّ مباشر على صفحات السوشال ميديا، قائلًا «تمّت تبرئة والدي من قضية القتال ضدّ الجيش اللبناني، ولكنّ الحكم صدر في العام 2018، وللأسف الإعلام اللبناني لم يكن مهتمًّا بإبراز هذه الحقيقة في تلك المدة». ثم ختم شاكر رسالته موجهًا تحية إلى الجيش اللبناني ورئيس الجمهورية جوزيف عون.
تندرج الضجة حول تبرئة شاكر ضمن خطة الترويج الرامية إلى رفع نسبة مشاهدة «يا غايب»، وربما تحريك المياه الراكدة في قضية شاكر العالقة في القضاء اللبناني، خصوصًا أنّ أهالي الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية، يطالبون بالعفو العام عن أبنائهم والإفراج عن السجناء منذ سقوط نظام بشار الأسد وتسلّم أحمد الشرع دفّة الرئاسة في سوريا.