تدخل شركة «ميتا» سباق الذكاء الصناعي من باب جديد: دمج المساعدات الذكية في قلب تجربة المستخدم على شبكات التواصل. فقد أطلقت الشركة تطبيقًا مستقلًا Meta AI، يتيح للمستخدمين التفاعل الصوتي والنصي، مع توليد صور ومحتوى بصري في الوقت الفعلي.
خاصية Discover feed في Meta AI
الميزة الأكثر لفتًا للانتباه في هذا التطبيق الجديد هي خاصية Discover feed، وهي خلاصة اجتماعية تُظهر تفاعلات الآخرين مع الذكاء الصناعي. الفكرة بسيطة: عندما نتحدث مع الذكاء الصناعي في Meta AI، يمكن اختيار مشاركة المحادثة أو جزء منها، لتظهر بشكل منشور عام. الأصدقاء والمستخدمون الآخرون يستطيعون رؤية هذا المنشور، الإعجاب به، التعليق عليه، أو إعادة استخدامه بصيغ جديدة.
تتيح هذه الميزة للمستخدمين اكتشاف استخدامات جديدة ومبتكرة للذكاء الصناعي من خلال تجارب الآخرين. مثلًا، إذا استخدم أحد الأصدقاء Meta AI لإنشاء وصفة طبخ، أو صياغة فكرة لفيديو، يمكنكم رؤية النتيجة مباشرة والتفاعل معها كما يحصل مع أي منشور عادي على إنستغرام أو فايسبوك.
يحوّل هذا المفهوم الذكاء الصناعي من أنظمة خاصة ومغلقة إلى كيان تفاعلي علني، ويجعله جزءًا من تدفق المحتوى اليومي الذي يستهلكه المستخدم على المنصة. كما يسهم في إزالة الغموض عن استخدامات الذكاء الصناعي، ويشجّع المستخدمين الجدد على تجربته بطرق مألوفة.
تجربة صوتية تفاعلية أكثر واقعية
يعتمد التطبيق على نموذج Llama 4، الذي درّب لتقديم استجابات دقيقة ومخصصة، مستندًا إلى بيانات المستخدم على فايسبوك وإنستغرام. تعمل خاصية «الصوت المتزامن» على جعل المحادثات أكثر طبيعية، من خلال سرعة الردود، ونغمة الحديث، وطريقة التفاعل المشابهة للبشر.
صعود المساعدات الذكية
بدأت ملامح هذا التحول تظهر على مستوى العالم الرقمي بأكمله. تعمل منصات مثل ChatGPT وGrok على تطوير خلاصة اجتماعية مشابهة، ما يشير إلى اتّجاه عام نحو دمج الذكاء الصناعي في تجارب التواصل اليومي. تظهر هنا تحديات تتعلق بالخصوصية الرقمية، وملكية البيانات، وتأثير الذكاء الصناعي في تشكيل المحتوى العام.
من أداة إلى شريك
تبدأ المنصات بتحويل الذكاء الصناعي إلى كيان رقمي يشبه الصديق أو الرفيق. هذا التحول آتٍ من احتياج الإنسان لعلاقات فورية ومتجاوبة، حتى وإن كانت مع كيان غير بشري. عندما يرى المستخدم ردًّا من AI في خلاصة الأصدقاء، ويتفاعل معه كما يتفاعل مع البشر، ينشأ نوع جديد من العلاقة الرقمية. علاقة تدفعنا لإعادة النظر في معنى «الذات» داخل الفضاء الرقمي.
لم يعد الذكاء الصناعي تقنية، صار مشاركًا في تشكيل الخطاب العام، وصانعًا للرأي والثقافة. وما نراه في هذه المرحلة فعليًا، هو تمهيد لعملية دمج الذكاء الصناعي في حياتنا اليومية بشكل شامل.