إيمان مصطفى (موقع العهد الإخباري)
تُصنف الفضّة ضمن المعادن النفيسة والصناعية في الوقت نفسه. لم تعد استخداماتها مقتصرة على المجوهرات والأواني الفضية؛ بل باتت تدخل في الصناعات الثقيلة والتكنولوجيا المتقدمة ومصادر الطاقة المتجدّدة. وفي عالم الاستثمار، تعد الفضة سلعة استثمارية كونها معدنًا ثمينًا يأتي في المرتبة الثانية بعد الذهب.
لقد شهد سعر الفضة ارتفاعًا ملحوظًا، بعد جائحة كورونا في العام 2020، نتيجة التحفيز النقدي وزيادة الطلب على الاستثمار بالتجزئة وزيادة الاستخدامات الصناعية في قطاعات؛ مثل الطاقة المتجددة والإلكترونيات، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ العام 2013، ويبلغ ذروته في العام 2021. ومن العام 2023 حتى نهاية تمّوز 2024، تراوح سعر الفضة بين 20 و32 دولارًا أميركيًا لكل أونصة. وشهدت سوق المعادن الثمينة تحولًا ملحوظًا، في العام 2024، وتفوقت أسعار الفضة الفورية على أسعار الذهب في العام 2024 من حيث الأداء، حيث ارتفعت بنسبة 40٪ تقريبًا في النصف الأول من العام، لتختبر أعلى مستوى على الإطلاق عند الـ 32.7 دولارًا، في وقت لاحق من العام نفسه.
كما احتلت نسبة الفضة إلى الذهب مكانة مهمة في النظرة العامة للمستثمرين، فقد بلغت هذه النسبة 76.5% في العام 2024، ما يعكس تحسنًا كبيرًا في أداء الفضة مقارنةً بالذهب.
هذا؛ وقد شهد لبنان، في الآونة الأخيرة، إقبالًا متزايدًا على المعدن الأبيض، علمًا أن كيلو الفضة وصل إلى 1140 دولارًا. وعمد بعض اللبنانيين إلى شراء الفضّة بقصد تخزينها بدلًا من الاحتفاظ بالأموال النقدية، وفقًا لما يؤكده أصحاب محلات المجوهرات لموقع "العهد" الإخباري.
اكتسبت الفضّة هذه الأهمية الكبيرة؛ لأن هناك طلبًا صناعيًا متزايدًا بشكل كبير عليها، كونها تُستخدم في الصناعات البديلة المتعلقة بالطاقة البديلة - خاصة صناعة الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية - والتي باتت تشكّل جزءًا كبيرًا من الاستهلاك العالمي الذي سيصل إلى 60 بالمئة في السنوات القادمة، وفقًا للخبير بالشؤون الاقتصادية والمالية الأستاذ زياد ناصر الدين. ويقول ناصر الدين: "الدراسات تشير إلى أن وضع الفضة يشبه وضع الذهب، والطلب عليها هائل، وقد يمتد هذا الطلب إلى عشرات السنوات، بحسب المخططات الصناعية الموجودة في العالم".
ويلفت ناصر الدين إلى أن المعادن تعدّ ملاذًا آمنة، وعلى رأسها الذهب والفضة، مؤكدًا أن الارتفاع بأسعار الفضة أمر طبيعي، مشيرًا إلى أنه يتوافق مع دخل الأفراد، فهو ليس مرتفعًا كما الذهب، وبالتالي يستطيع أصحاب المداخيل المتوسطة أو البسيطة، ممن لا يستطيعون ادخار الذهب، ادخار الفضّة.
ويشدد ناصر الدين، هنا، على أن الفضّة استثمار مستقبلي، بينما الذهب آني ومتوسط، موجهًا النصيحة للناس وخاصة الشباب للاستثمار بالفضة، وسط التوقعات بنمو الطلب الصناعي العالمي على الفضة إلى مستويات عالية.