اوراق خاصة

بعلبك - الهرمل: استفتاء عارم بـ"نعم للمقاومة"

post-img

حسين كوراني/ خاص موقع أوراق

نجح جمهور المقاومة في الانتخابات البلدية والاختيارية، في محافظتي البقاع وبعلبك ـ الهرمل، وفي ثاني اختبار انتخابي له بعد الجولة الأولى في محافظة جبل لبنان وتحديدًا في بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت، من توجيه رسالة إلى خصومه بأن شعبيته ما تزال متماسكة، ولن يتراجع عن خيار دعمه وتمسكه بخيار المقاومة، على الرغم من كلّ الحملات الإعلامية المشينة التي شُنّت ضدّها بعد العدوان "الإسرائيلي" على لبنان من أجل تشويه صورتها والنيل من مكانتها.

الانتخابات البلدية، في جولتها الثالثة ما قبل الأخيرة، حطّت رحالها في بقاع العزّ الذي أظهر أهله وفاءهم لنهجٍ المقاومة التي قدمت التضحيات في سبيل الدفاع عن الوطن ونصرة المظلوم. أموالٌ طائلة هُدِرت على الإعلام لتشويه صورة هذه المقاومة وتهشيمها، لكن كلّ ذلك لم يفلح في ثني أهل الوفاء عن البصم بالدم للوائح "التنمية والوفاء" في بلدات البقاع كافة. راهن كثيرون على الخرق، هنا أو هناك، لكن جاءت النتائج صارخةً بوجههم أنّ من تربّى على الوفاء لن يخذل من صان أرضهم وكرامتهم.

أثبتت بيئة المقاومة في هذه الجولة الانتخابية، مع كلّ ما تتعرض له من تهويل وابتزاز أميركي وسعودي، أنها ما تزال ملتزمة بتوجهات الثنائي حزب الله وحركة أمل بشكل كامل. وهذا ما تبيّن في مدينة بعلبك؛ حيث المعركة السياسية الأشرس، إذ واجه الثنائي ماكينة سعودية وقوى محسوبة عليها من خارج المدينة، وتبلور هذا الأمر في الإقبال غير المعهود للناخبين السُنّة الذين فاقت نسبة مشاركتهم في بعض الأقلام 70% على عكس إقبالهم الخجول في بيروت وقبلها في طرابلس. غير أن كلّ ذلك لم يُترجم فوزًا في صناديق الاقتراع، فقد كانت الفوارق بين آخر الرابحين في لائحة "تنمية ووفاء" المدعومة من الثنائي وأول الخاسرين في لائحة "بعلبك مدينتي" ما يقارب 5600 صوت، بعد فرز 47 قلمًا، في ما كان المتبقّي عند منتصف الليل 20 قلمًا.

أما في بلدة دورس؛ فقد عملت "القوات اللبنانية" على تجييش الشارع المسيحي مع بلوغ نسبة المقترعين 45% بخلاف ما كان يحصل سابقًا، إذ لم تكن النسبة تتخطّى في أحسن الحالات 30%. ومع ذلك لم تخرق لائحة "عائلات دورس" المدعومة من القوات لائحة "أبناء دورس" المدعومة من الثنائي.

ما عدا هاتين المعركتين، لم تشهد قرى محافظة بعلبك – الهرمل، والتي تمثّل الحضن للحزب والحركة أو تلك التي يغلب عليها المكوّن الشيعي، أيّ معركة في خانة السياسة. وانحصرت المواجهات التي جرت في عدد من القرى بين لائحتين مكتملتين ضمن الإطار العائلي البحت، ولم تخرج تاليًا عن سقف المقاومة والتسليم بخيارها. هذا الخيار الذي ذهب به المقترعون، في بعض القرى، إلى مرحلة الاستفتاء بأعلى نسب من المشاركة لم تحصل في الانتخابات السابقة كما حصل في بلدة النبيّ شيت؛ حيث بلغت نسبة التصويت للائحة "تنمية والوفاء" 81%، وفي حوش الرافقة وحوش سنيد 64%، تمنين الفوقا 63%، جنتا 62%، بريتال 61%، تمنين التحتا وسرعين الفوقا والنبيّ عثمان وبيت مشيك وحوش تل صفية نحو 59%، فيما كانت أقل النسب التي تُسجّل في الانتخابات في قرى المحافظة المحسوبة على الثنائي هي في مدينة الهرمل 40%.

هذه النسب هي عالية مقارنة باستحقاقات بلدية سابقة، حيث تحوّل التصويت للوائح إلى استفتاء لجمهور المقاومة. لقد مرّ الاستحقاق، يوم أمس، في الكثير من قرى بعلبك ـ الهرمل من دون ضجيج، كأنّ الانتخابات لم تكن.

بهذا تكون 84 بلدية في المحافظة لم تخرج من يد الثنائي؛ بعيدًا من تلك التي فازت بالتزكية لصالح لوائح "التنمية والوفاء" (28 بلدية)، استكمل هذا المسار، يوم أمس، مع فوز كامل اللوائح في البلدات كلها التي شهدت معارك، سواء كانت سياسية- كما في مدينة بعلبك- أم عائلية كما في غالبية القرى. وهو دليل عافية، بحسب توصيف المتابعين للشأن البلدي في الثنائي، كما هو دليل سيُبنى عليه لاحقًا في استحقاق العام 2026 النيابي.

هكذا، يكون الثنائي الشيعي أظهر أنه الأكثر وطنية على مدى هذه الأحداث كلها؛ فهو من قدم الشهداء لتحرير الأرض، وهو من أسهم في انتخاب رئيس الجمهورية ومن سهّل تشكيل الحكومة، وهو من قال نعم للائحة "التنمية والوفاء" في الضاحية والبقاع كله، وهو من أصدر القرار لمناصريه في بيروت بضرورة التصويت للائحة بكاملها وعطل مفاعيل عمليات التشطيب كي يحافظ على المناصفة.

السبت المقبل ستحطّ رحال الانتخابات في الجنوب الجريح الصامد، وسيقول الناخبون كلمتهم "كلنا مقاومة".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد