شهدت مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، اكتشافا أثريا جديدا يعكس غنى المنطقة التاريخي وتنوع الحضارات التي تعاقبت عليها، حيث عثر الأهالي، خلال عمليات حفر بغرض البناء في الحي الشمالي بالقرب من المقبرة الجنوبية، على مدافن أثرية تعود للعصر البيزنطي.
بحسب مصادر أهلية؛ هذا الاكتشاف دفع القائمين على أعمال الحفر إلى إبلاغ مديرية الآثار في محافظة إدلب، التي سارعت بدورها إلى إرسال فريق مختص لتأمين الموقع والكشف عن تفاصيله.
أوضح مدير الآثار في إدلب، حسان إسماعيل، أن الحفريات كشفت عن وجود مدفنين، يحتوي كل منهما على ستة معازب (قبور فردية)، مشيرا إلى أن المؤشرات الأولية، ومن بينها وجود صليب منحوت على أحد القبور، تدل على أن الموقع يعود للعصر البيزنطي، أي لما بين القرنين الرابع والخامس الميلادي، ويُقدّر عمره بأكثر من 1500 عام.
أضاف أن المدافن شيدت بطريقة معمارية دقيقة، حيث استخدمت الأقواس نصف الدائرية فوق كل معزب، وزُينت بأعمدة وتيجان تعكس الطراز المعماري لتلك الحقبة. كما عثر داخل المدافن على قطع فخارية وبقايا عظام بشرية. وأشار إلى أن الموقع تعرض لأضرار جزئية خلال أعمال الحفر قبل اكتشاف أهميته الأثرية.
قال الناشط الميداني محمد جـــــدعان من معرة النعمان إن المدافن عثر عليها خلال عمليات حفر بغرض البناء في الحي الشمالي بالقرب من المقبرة الجنوبية، لافتا إلى أن مدينة معرة النعمان تضم عددا كبيرا من المدافن والمغاور القديمة، لا سيما في منطقة «حناك» الواقعة جنوب غرب المدينة، والتي تعرف بوجود العديد من المواقع الأثرية غير المكتشفة حتى اليوم.
تُعد محافظة إدلب من أغنى المناطق السورية من حيث الإرث التاريخي، إذ تضم أكثر من 1000 موقع أثري، منها 760 موقعاً مسجلاً رسمياً. ورغم هذا الغنى الحضاري، فقد عانت المنطقة من إهمال كبير على مدى العقود الماضية، ما ساهم في تعرّض العديد من معالمها للتخريب أو الإهمال.
يشكل هذا الاكتشاف الجديد حسب جدعان «فرصة لإعادة تـــــسليط الضوء على أهمية حماية التراث الأثري في شمال سوريا، والذي تـــــــعرض للسرقة والبيع خلال السنوات الماضية».