حسين كوراني/ خاص موقع أوراق
بعد يوم واحد من صدور نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب التي أثبت تمسك بيئة "الثنائي الشيعي" بخيار المقاومة، وبمناسبة عيد المقاومة التحرير، جاءت زيارة وفد من كتلة "الوفاء للمقاومة" برئاسة النائب محمد رعد الى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية جوزف عون، في وقت له مدلولاته، وذلك في ما خص تواصل حزب الله مع الدولة اللبنانية في خضم الحوار حول السلاح الذي اعلن الرئيس عون أن المسار المتصل به لن يكون بالقوة.
هذا اللقاء الذي يعتبر الأول بعد مشاركة وفد كتلة "الوفاء" في الاستشارات النيابية الملزمة، غير منفصل عن حراك الوفد في اتجاه الرئاسات الثلاث، وهو جاء أيضًا بعد خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بمناسبة العيد الـ25 للمقاومة والتحرير، والذي أكد فيه على "أن المقاومة مستمرة وباقية، وإذا فشلت الدولة فالخيارات الأخرى موجودة ولن نسكت ولن نستسلم.. وليكن واضحًا عند الجميع، لا تطلبوا منا شيئًا بعد الآن، قبل أن تنسحب "إسرائيل"، وتوقف عدوانها، وتُفرج عن الأسرى، وتنتهي من كلّ الالتزامات الموجودة في الاتفاق".
في المقابل، كان موقف وفد "كتلة الوفاء للمقاومة" الذي زار عون متناغمًا مع كلام الشيخ قاسم، إذ قال النائب رعد "إنه لا امتيازات للدولة دون واجبات وعندما تتساوى الامتيازات والواجبات يحصل التفاهم".
وكشفت زيارة نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" الى بعبدا، ، حسب صحيفة "الديار" ، ليس فقط عن الهوة الكبيرة بين حزب الله ورئيس الحكومة نواف سلام، وانما بين مقاربة الرئيس جوزف عون ورئيس الحكومة لملف سلاح المقاومة، حيث يبدو الرجلان على طرفي نقيض، في ظل إصرار سلام على انهاء بقية الود المتبقي مع الحزب. ولا يتوانى عن اطلاق التصريحات الاستفزازية التي ترضي الخارج، دون أن يلتفت الى تداعياتها الداخلية، فيما يتعامل الرئيس عون بحكمة متناهية وود غير مفتعل مع الملف، وهو ما ظهر خلال الاجتماع في القصر الجمهوري، حيث كان التفاهم المتبادل عند حدوده القصوى، واتسمت الأجواء بالإيجابية والصراحة.
وإن لم يكن اللقاء جزءًا من الحوار المفترض بين الجانبيين، الا انه يأتي في سياق استكمال تبادل الأفكار والمعلومات، التي لم تتوقف على نحو غير مباشر بين الطرفين حول الأوضاع العامة في البلاد، وخصوصًا التحدي الذي يفرضه الاحتلال "الإسرائيلي".
وبحسب مصادر مطلعة، اطلع عون الوفد على طبيعة الضغوط الإقليمية والدولية على لبنان، واطلعهم على الجهد الديبلوماسي الذي يبذله لإجبار "إسرائيل" على تنفيذ القرار 1701. وتم استعراض نتائج الانتخابات الأخيرة، وملف إعادة الاعمار، واثنى الحزب على مواقف الرئيس ومقاربته للأمور، وشرح النائب رعد وجهة نظر الحزب، التي تم تظهيرها من خلال كلمة أمينه الذي حدد أولويات المقاومة، وتم الاتفاق على تكثيف التواصل للوصول الى المقاربة الأمثل لحماية البلاد.
وفي هذا السياق، قالت مصادر مطّلعة لصحيفة "الأخبار" إن علاقة حزب الله برئيس الجمهورية تحكمها الإيجابية والانفتاح، حيث قدّم النائب رعد خلال لقائه عون التهاني والثناء على مواقفه التي تتّسم بالموضوعية والمقاربة الهادئة للأمور. بالمقابل أثنى عون على دور المقاومة في حماية لبنان، وأكّد أن "هناك إجماعاً عند كل الأطراف، في الداخل والخارج، على أن للحزب وللثنائي الشيعي حيثية وحضورًا لا يُمكن لأحد أن يتجاوزهما"، مشيرًا إلى "دورهما الوطني في الانتخابات البلدية لبيروت حيث ساهما في الحفاظ على التوازن".
كما التقى وفد كتلة "الوفاء" رئيسَ مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، مهنئًا بعيد المقاومة والتحرير، ومؤكدًا أنّ نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية أثبتت تمسّك شعبنا بخيار المقاومة والتنمية. وثمّن النائب رعد حرص الرئيس بري على هذا الخيار، موجّهًا التحية إلى جميع اللبنانيين بمناسبة عيد المقاومة والتحرير.
وفي هذا السياق، كان لافتًا كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري لصحيفة "الجمهورية"، إذ قال "إنّهم مهما حاولوا لن يتمكنوا من التأثير علينا، وكلما زادوا من ضغوطهم واعتداءاتهم، نزداد إصرارًا على حماية بلدنا، وتصميماً وعزماً أكثر وأكبر من أي وقت مضى على تحرير أرضنا المحتلة من قِبل العدو الإسرائيلي"