أوراق ثقافية

بيع لوحة نادرة لغاندي بأكثر من 200 ألف دولار ضمن مزاد في لندن

post-img

بيعت لوحة نادرة تُصوِّر المهاتما غاندي ضمن مزاد في لندن بأكثر من مئتي ألف دولار، وهو مبلغ يشكّل ضعف سعرها التقديري، بحسب دار “بونهامز” للمزادات.

رسمت هذه اللوحة الفنانة البريطانية الأمريكية كلير لايتون، في العام 1931، ويُعتقد أنها لوحة البورتريه الوحيدة لــ"بطل استقلال الهند"، مع أن لا إجماع على تسميته هذه؛ إذ على الرغم من الصورة النمطية التي تُقدّم المهاتما غاندي رمزًا عالميًا للسلام واللاعنف، إلا أنّ إرثه الفكري والسياسي يثير جدلًا واسعًا بين الباحثين. لقد وُجّهت إليه انتقادات حادة تتعلّق بمواقفه العنصرية في أثناء إقامته في جنوب إفريقيا، حيث استُشهد بعبارات تنطوي على احتقار للسكان الأصليين، كما رأى بعض المفكّرين، أمثال إدوارد أورويل، أنّ دعوته للزهد واللاعنف كانت تحمل نزعة مثالية غير واقعية، بل اقتربت في بعض جوانبها من الاستبداد الأخلاقي. هذا إلى جانب انتقاد د. أمبيدكار وآخرين لتمسّك غاندي بنظام الطبقات التقليدي، ما اعتُبر تكريسًا للتراتبية الاجتماعية بدل مقاومتها. وتُضاف إلى هذه المآخذ مشاركته المتناقضة في دعم الهنود خلال الحروب العالمية، رغم تبنيه شعار اللاعنف، فضلًا عن مواقفه المتساهلة إزاء الانقسام الطائفي الذي أعقب استقلال الهند، والذي كلّف البلاد مئات الآلاف من الضحايا."

اللوحة كان سعرها التقديري يتراوح بين 50 و70 ألف جنيه إسترليني (ما بين 67 ألفاً و95 ألف دولار)، لكنها بيعت مقابل 152,800 جنيه إسترليني (204,619 دولاراً)، وفق ما أعلنت دار المزادات.

التقته كلير لايتون بغاندي، في العام 1931، عندما كان في لندن لإجراء مفاوضات مع الحكومة البريطانية بشأن مستقبل الهند. وكانت لايتون تنتمي إلى الدوائر الفنية اليسارية في لندن، وتعرّفت غاندي عن طريق رفيقها الصحافي هنري نويل برايلسفورد.

اغتيل غاندي بالرصاص، في العام 1948، على يد ناثورام غودسي، وهو هندوسي اتّهمه بخيانة الهندوس بسبب موافقته على تقسيم الهند وإنشاء دولة باكستان ذات الأغلبية المسلمة.

بحسب عائلة لايتون، تعرّضت لوحة غاندي لهجوم بسكين من جانب هندوسي في أوائل سبعينيات القرن الماضي.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد