أوراق ثقافية

دعم دولي لفيلم فلسطيني في البندقية… ومشاركة واسعة للأفلام العربية

post-img

في إطار فعاليات الدورة الثانية والثمانين لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، التي تنعقد في الفترة من السابع والعشرين من أغسطس/آب، وحتى السادس من سبتمبر/ أيلول 2025، أعلنت مؤسسة بينالي البندقية عن اختيار ثمانية أفلام لا تزال في مرحلة ما بعد الإنتاج، للمشاركة في النسخة الثالثة عشرة من برنامج «اللمسة الأخيرة في البندقية»، المقرر تنظيمه خلال الدورة المقبلة.

جاء في بيان صادر عن المؤسسة أن هذا البرنامج يهدف إلى دعم المراحل النهائية في إنتاج الأفلام الأتية من القارة الإفريقية ومن ست دول عربية هي: العراق، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، واليمن، والأردن، في محاولة لمساندة صناع السينما في هذه البلدان على إتمام أعمالهم، وفتح آفاق أوسع لها في السوق السينمائي الدولي.

تنظّم البرنامج قسم «جسر الإنتاج في البندقية»، ويتيح منصة احترافية لعرض نسخ العمل من هذه الأفلام أمام متخصصين في مجالات الإنتاج والتوزيع والبرمجة والتمويل، سواء من المهرجانات الدولية أو من شركات التوزيع، بهدف جذب الدعم، وتسهيل دخول هذه الأعمال إلى دوائر العرض العالمية.

يُشار إلى أن برنامج هذا العام يحظى، وللعام الرابع على التوالي، بدعم من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، مما يؤكّد على الدور المتنامي الذي بات يلعبه المهرجان في دعم الإنتاجات السينمائية المستقلة في المنطقة.

تميّزت هذه الدورة بحضور عربي واضح، تمثّل في اختيار أربعة أفلام عربية من أصل ثمانية مشاركة. من بينها، يبرز الفيلم الفلسطيني «البارحة لم تنم العين» للمخرج ركان مياسي، وهو روائي إنتاج مشترك بين فلسطين ولبنان وبلجيكا، ويُعد من المشاريع الواعدة التي تعبّر عن الواقع الفلسطيني من منظور إنساني وفني.

كما تم اختيار فيلم «الوقوف على الأطلال» للمخرج سعيد تاجي فاروقي، وهو إنتاج مصري – بريطاني، للمشاركة ضمن محور خاص يركّز على الإنتاجات ذات الصلة بالمملكة المتحدة.

من اليمن، تشارك المخرجة سارة إسحاق بفيلم «المحطة»، الذي يعد من أبرز المشاريع النسائية في هذه الدورة، ويجمع في إنتاجه بين اليمن والأردن وفرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج وقطر، ما يعكس تضافر جهود عدة جهات دولية لدعم هذا العمل.

كذلك تشارك المخرجة اليمنية مريم الذبحاني بمشروع وثائقي لم يُعلن عنوانه بعد، وهو إنتاج مشترك بين اليمن وقطر والنرويج وفرنسا.

بالإضافة إلى الحضور العربي، تضم قائمة المشاركين أفلامًا من الكاميرون وأنغولا والسنغال والمغرب. ومن بين الأعمال اللافتة، يشارك الفيلم المغربي «خارج المدرسة» للمخرجة هند بنساري، ضمن محور خاص يركّز على الإنتاجات الأتية من المغرب.

من المنتظر أن تختتم فعاليات البرنامج بمنح مجموعة من الجوائز المالية والعينية التي تهدف إلى دعم المراحل النهائية لإنتاج هذه الأفلام، وتشمل خدمات المونتاج، وتصحيح الألوان، وهندسة الصوت، والترجمة، والترويج.

تتصدر الجوائز «جائزة بينالي البندقية» بقيمة خمسة آلاف يورو، تُمنح لأفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج. كما يقدّم مهرجان البحر الأحمر دعمًا ماليًا بقيمة مماثلة، إلى جانب جائزة يقدمها مهرجان الجونة بقيمة خمسة آلاف دولار لأحد المشاريع العربية، تتضمن دعوة لصنّاعه للمشاركة في منصة «سينيغونة» لصناعة السينما.

كما تشارك شركة «ماد سوليوشنز» في تقديم دعم إضافي لتوزيع أحد الأفلام العربية الفائزة، بقيمة تصل إلى عشرة آلاف دولار. ومن الجانب الأوروبي، تقدّم مؤسسات فرنسية وإيطالية وأخرى أوروبية خدمات متكاملة لما بعد الإنتاج، مثل تصحيح الألوان، وتحضير نسخ العرض الرقمية، والمزج الصوتي، بقيمة إجمالية تتجاوز السبعين ألف يورو.

يشمل البرنامج كذلك جائزة خاصة من السينماتيك الفرنسية بعنوان «ضربة قلب»، وتتمثّل في شراء حقوق عرض غير تجاري للفيلم الفائز لمدة سبع سنوات، بقيمة تصل إلى ستة آلاف يورو. كما تقدم مهرجانات سينمائية دولية مثل أميان وفريبورغ دعمًا ماليًا للمساهمة في تغطية تكاليف إعداد النسخ النهائية للأفلام المشاركة.

يمتد البرنامج على مدار ثلاثة أيام، حيث تُخصَّص الأيام الأولى لعرض نسخ العمل من الأفلام الثمانية المختارة أمام مهنيي الصناعة السينمائية. وفي الثاني من سبتمبر، تُعقد جلسات فردية بين صنّاع الأفلام وممثلي شركات الإنتاج والتوزيع والمهرجانات، يليها حفل توزيع الجوائز في فندق إكسلسيور الشهير في جزيرة ليدو في مدينة البندقية.

يمثّل هذا البرنامج فرصة حقيقية للأعمال السينمائية العربية المستقلة، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها أفلام المنطقة في مراحل ما بعد الإنتاج، مثل محدودية الموارد، وصعوبة الوصول إلى الأسواق العالمية. ومن خلال منصة مهرجان البندقية، أحد أعرق وأهم التظاهرات السينمائية في العالم، تُتاح لهذه الأفلام نافذة عالمية كبرى تساعدها على الخروج من الدوائر الضيقة، والانفتاح على جمهور دولي متنوّع، وصناعة سينمائية عالمية أكثر انفتاحًا.

 

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد