تحرير موقع أوراق/د. زينب الطحان
"الأسرة في المنظومة الدينية الفكرية للسيد علي الخامنئي في رأي السيد الهاشمي"، كان موضوع نقاش أقامه "مركز سكن للإرشاد الأسري"، في أجواء الذكرى السنوية الأولى للارتقاء السيد صفي الدين الهاشمي، تحدث فيها النائب اللبناني عن كتلة الوفاء للمقاومة الدكتور إيهاب حمادة وعميد معهد الدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية الأستاذ الجامعي الدكتور حسين رحّال، وأدارت الحوار الإعلامية زينب اسماعيل، والتي جعلت الندوة حوارات متداخلة بين الضيفين.
ركزّ المتحاوران على مختلف اهتمامات السيد الهاشمي بالأسرة انطلاقًا من منظومتها العامة في فكر الإمام الخامنئي؛ فالأسرة نواة نهضة الحضارة الإسلاميّة، كما يراها السيّد القائد، وهذه النواة أمر طبيعي وشرط منطقي لقيام هذه الحضارة، فقد بيّن الشهيد الهاشمي كيف تكون الأسرة هي المدماك في فكر القائد لبناء أي حضارة كونها- أي الأسرة- أمرًا فطريًّا. والتحدي حاليًا أمام العالم، وخصوصًا الغربي، كيف انحرفت المكونات الطبيعية والفطرية في تكوين الأسرة؛ الأمر الذي سيؤدّي إلى تدمير الحضارة الإنسانيّة. وهناك دراسات في الغرب، تبيّن شيخوخة المجتمع الأوروبي تحديدًا، وما فيه من تفكك أسري عام، ولولا كثافة الهجرة من مختلف المجتمعات الأسيوية والمشرقية العربية باتجاه أوروبا لأنهارت الحضارة الغربية، منذ زمن، وكان عدد سكانها قد انخفض بشكل كبير، أو بسبب مشكلات الأسرة، وخصوصًا التشريعات الجديدة للشواذ الجنسي وغيرها مؤيدة العداء لمفهوم الأسرة الطبيعي وعقدها الشرعي في رحاب الرؤية الكونية الإلهية، وبمقدار ما تبتعد عن هذه الرؤية ستتدمر البشرية، وهذا ما تؤكّده الدراسات.
كما ركزّ المتحاوران على مجموعة أمور أسرية في فكر الإمام القائد قدّمها وبيّنها الشهيد الهاشمي، وقام بتطبيق العديد من محاورها خلال تسلّمه مقاليد العمل التنظيمي؛ فقد حاول إنصاف المرأة العاملة قدر الإمكان في بعض القرارات، وعمل على سنّ مشروع التكافل الأسري وأسبوع الأسرة، وكان يرى فيها المرأة تحديدًا عقل التراحم والتفاوض وعقل التعاقد، وتكفل ترقي الأسرة في حيّز من التوازن الاجتماعيّ والنفسي. لذلك تركّز مشروع السيد الهاشمي على محاربة أكثر من 8 آلاف جمعيّة في لبنان هدفها حلحلة مفهوم الشباب والأسرة والمرأة... فاشتغل على تحصين الأسرة انطلاقًا من فكر الإمام الخامنئي في مواجهة المشروع العالميّ الغربي الذي يشكّل خطرًا على الإنسان عمومًا، فذهب إلى تشكيل لجنة مهمتها متابعة المناهج المدرسيّة للأطفال، لمواجهة ذلك المشروع الشيطاني الذي يريد حرف الأجيال عن الفطرة الطبيعية التي خلقها الله سبحانه.
كما تطرقت المحاورات إلى أدوار الشهيد الهاشمي الأخرى، ومنها الفنية حيث كان حريصًا على بناء معلم يؤرّخ التأريخ الثّقافيّ في جبل عامل ليتكامل مع متحف مليتا، وفي هذا نثبت سرديتنا باستخدام الفنون المختلفة، وخصوصًا في الأدب ومتابعة كتابة قصص الشّهداء، على الرغم من انشغالاته كان دائم التفكير بالفن الملتزم في السّياق الأدبيّ، والذي يخدم إصلاح الأسرة.
خُتم هذا اللقاء الثقافي والفكري بإلقاء الدكتور حمادة، وهو شاعر بقاعي أصيل، بقصيدة يرثي فيها السيد هاشم صفي الدين، جاعلًا الحضور متأثرًا حزينًا.