جهاد نافع (صحيفة الديار)
يفتتح وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، صباح اليوم السبت مركز غسيل الكلى في مستشفى المنية الحكومي، وهي التفاتة هامة، وخطوة غير مسبوقة بأن تنال المنية هذا الاهتمام بعد سنين من الاهمال، ويشارك الرئيس نجيب ميقاتي حفل الافتتاح كونه صاحب المبادرة، والواهب لهذا الانجاز الذي يسجل له.
زيارة وزير الصحة الدكتور ناصر الدين الى الشمال ليست الاولى، بل باتت زيارات تتكرر منذ توليه الوزارة، كان آخرها جولته في عكار واهتمامه بمستشفى حلبا الحكومي، واعلانه عن انشاء مستشفى حكومي آخر في جبل اكروم وعن مشاريع صحية اخرى.
بعض الاوساط الشعبية العكارية، انتهزت فرصة زيارة الوزير ناصر الدين الى المنية اليوم، لتميط اللثام عن مأساة انسانية صحية في سهل عكار، حيث كشفت حجم الاصابات بالامراض السرطانية في بلدة السمونية وحدها، والتي تجاوزت الخطوط الحمر، نتيجة تلوث مصادر مياه الشرب والري بتسرب مجاري الصرف الصحي ومبيدات الزراعة الكيميائية، فسجلت في البلدة 64 حالة سرطانية، و20 حالة تعاني بصمت تفتقر القدرة على المتابعة الطبية، اضافة إلى عدد غير معروف من المصابين الذين يجهلون حالتهم، بسبب غياب التوعية والفحوصات.
ورجحت الاوساط ان تكون سرطانات الرئة والمثانة هي الأكثر انتشارا، جراء تلوث المياه والتربة بمادة الزرنيخ الناتجة عن تسربات الصرف الصحي والمبيدات الزراعية الكيميائية، وبخاصة ان المجاري الملوثة تحيط بالبلدة، وتصب فيها نفايات ومياه الصرف الصحي من القرى المجاورة، مما ينعكس خطورة على الزراعة وعلى الصحة العامة في سهل عكار والمنطقة كلها، وتتسبب بحالات سرطانية وتسمم، وأمراض تنفسية كالربو والطفح الجلدي.
وارتفعت اصوات عكارية تحذر من تفاقم الاخطار الجرثومية الناتجة من تلوث المياه، وبخاصة ان مجاري الانهر تحولت الى مصبات لمياه الصرف الصحي ولمختلف انواع النفايات الخطرة.
ودعت هذه الاوساط وزير الصحة الى تفقد بلدة السمونية ومحيطها، والاطلاع ميدانيا على الاصابات، ولا سيما ان هؤلاء المرضى غير قادرين على متابعة العلاج، ويرزحون تحت وطأة الموت البطيء... كما دعت الاوساط وزيري الداخلية والبيئة الى الاهتمام ومتابعة هذا الملف الصحي الخطِر، ورفع التلوث عن الانهر وعن مصادر مياه الشرب والري في سهل عكار وكل المناطق العكارية.
