ترتفع الأصوات المنتقدة لــ"إسرائيل" من داخل المعسكر اليميني الأميركي، ويتواصل تسليط الضوء على نفوذ "تل أبيب" الكبير على سياسات واشنطن الخارجية.
استكمل الناشط اليميني الأميركي تاكر كارلسون انتقاداته اللاذعة لحروب إسرائيل وعقابها الجماعي للسكان في قطاع غزة. كما شبّه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بـ «الطفل»، مطالبًا بوقف الدعم عن إسرائيل بسبب الآثار «العميقة» المترتّبة على واشنطن بسبب هذه العلاقة.
خلال تقديمه لبرنامج Turning Point في قاعة محاضرات جامعة «إنديانا» أمام 3200 مشارك الأسبوع الماضي، تطرّق كارلسون إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، معتبرًا ما تفعله القوات الإسرائيلية بـ «المثير للإشمئزاز» بسبب معاقبتها للأطفال الذين لا دخل لهم. كما رفض الناشط المحافظ ما وصفه بسياسات «العقاب الجماعي» التي تمارسها إسرائيل بحقّ شعب بأكمله، بوصفها تتناقض بشكل كامل مع معايير العدالة في الديانة المسيحية.
شهد اللقاء الذي قدّمه كارلسون عوضًا عن الراحل تشارلي كيرك مناقشات حامية مع الطلّاب. وإحدى أبرزها سجّلها مشارك سأل كارلسون حول سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لا يزال يُرسل الأموال إلى إسرائيل وأوكرانيا لتمويل الحروب رغم وعوده بإيقافها. لكنّ كارلسون، رغم دعمه للرئيس الأميركي، استهلّ جوابه بالموافقة الكاملة على الانتقاد الصرّيح للسياسات الأميركية الخارجية قائلًا: «مصلحة أميركا تأتي أولًا، هذه ليست فكرة مجنونة، يجب إيقاف الحروب العبثية». اللافت هنا أنّ الناشط اليميني استغلّ السؤال لشنّ هجوم مباشر على علاقة إدارة ترامب بإسرائيل حيث استكمل قائلًا: «أقصد بالحروب العبثية، تلك التي تُشنّ باسم الإيديولوجيا»، في إشارة منه إلى الصهيونية.
لم يقف كارلسون عند هذا الحدّ، بل تجاوزت انتقاداته لإسرائيل حدود التخاطب السياسي مسلّطًا سهامه على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ساخرًا منه عبر تشبيهه بالطفل الذي يعتبر أنّه يملك الحقّ في الحصول على كل شيء. ودعا الناشط الأميركي إلى قطع الدعم عن إسرائيل بسبب التداعيات السلبية «العميقة» على واشنطن بسبب إسرائيل.
منذ اغتيال تشارلي كيرك، تصاعدت حدّة خطاب كارلسون ضدّ إسرائيل. ورغم تموضع الناشطين في قلب الشارع اليميني الأميركي ودعمهم المطلق لترامب، إلا أنّ كارلسون استكمل المسار الذي بدأه كيرك قبيل قتله في تسليط الضوء على نفوذ تل أبيب داخل أروقة صنع القرار العسكري والسياسي لأميركا.
