اوراق مختارة

كيف تستقبل طرابلس أعياد الميلاد ورأس السنة؟...وما واقع الأسواق في الظروف المعيشيّة الضاغطة؟

post-img

دموع الأسمر (صحيفة الديار)

اعتادت طرابلس أن لا تغيب عن الاعياد والمناسبات، لا سيما اعياد الميلاد ورأس السنة. فالمدينة تتفاعل مع هذه الاعياد، وتتظلل بظلال الافراح والمشاركة بين كافة اطياف المدينة، مما يشير الى اهمية النسيج الاجتماعي الذي عرفت به طرابلس تاريخيا، وحافظت عليه بمختلف المراحل التي مرت بها.

تشير هيئات تجارية واهلية طرابلسية، ان الاستعدادات في الاسواق التراثية والتجارية عامة تجري على قدم وساق لاستقبال اعياد الميلاد ورأس السنة، وبدأت الهيئات التجارية برفع الزينة في مختلف الشوارع، لتضيء ليالي المدينة بالالوان الميلادية.

وقد توافق التجار للاتجاه نحو تحديد اسعار ملائمة لمختلف الشرائح الشعبية، في ظل الظروف المعيشية الضاغطة على المواطنين، وخاصة على موظفي القطاع العام، الذين لا زالوا يرزحون تحت اعباء النفقات والمصاريف المالية، مع رواتب متدنية للغاية وغبر منطقية، لا توازي شراء ما يكفي من قوت العائلات، فكيف بشراء البسة الاعياد.

هذا الواقع المعيشي المتدهور هو ما اشارت اليه سيدة تتسوق في احد الاسواق الطرابلسية لمناسبة الاعياد قائلة: «ان انهيار الرواتب أودى بنا الى ابواب الجوع، وحتى اليوم لم تقرر الحكومة النظر برواتب موظفي القطاع العام، فهم في ابراجهم العاجية غير مدركين حجم المعاناة لدى فئات الشعب اللبناني، الرازحين تحت اثقال العوز والجوع الحقيقي».

ويقول احد المسؤولين في هذه الاسواق، ان الواقع المعيشي يفرض نفسه على مدينة صنفت تحت خط الفقر، بفعل الاوضاع العامة التي سادت وتسود البلاد، ولكننا تحدينا ولا زلنا نتحدى تداعيات الانهيار المالي العام، وهو تسبب بانعكاس على حركة البيع والشراء، وادى الى ما يشبه الانكماش الاقتصادي والتجاري، لكن التصميم على مواجهة الظروف بالصمود امام التحديات، دفعنا الى مواكبة التطورات الاقتصادية.

واشار الى الدور الفاعل للهيئات الاقتصادية بدعم الحركة التجارية، وبجلب هيئات ومؤسسات دولية لدعم اقتصاد المدينة، ولذلك فان التجار التفتوا الى وضع تسعيرات مقبولة لجميع شرائح المجتمع وبشكل يناسب الجميع، تحسسا مع الناس في المدينة، وكي يعم فرح الاعياد الجميع.

واللافت، انه في ظل الظروف الصعبة الحالية استطاعت الهيئات التجارية المعنية بحركة الاسواق التجارية، وهيئات التراث الطرابلسي المعنية باحياء وتجديد وتأهيل الاسواق التراثية والتاريخية، ان تواكب مواسم الاعياد وتعقد الحلقات لاطلاق سلسلة انشطة ميلادية، تجذب السواح والزائرين من مختلف مناطق الشمال، لزيارة اسواق طرابلس التراثية، كخان الخياطين، وخان الصابون، وخان العسكر والحمامات الاثرية المملوكية، بالاضافة الى رفع الزينة الميلادية في الشوارع الحديثة، والضم والفرز الذي تحوله ليله الى انوار تتلألأ تلفت الانظار.

كما رفعت الزينة في محيط الكنائس الارثوذكسية والمارونية والكاثوليكية في المدينة والميناء.

ومن المقرر، نصب الشجرة الميلادية كالمعتاد خلال الايام القليلة المقبلة، بما تشكله من رمزية تؤكد احتضان طرابلس لكافة عناصرها من النسيج الاجتماعي الواحد المتعدد الاطياف، وبروحية وحدة الحياة في مدينة وطنية، وتاريخها شاهد على تماسك عناصرها كافة من مختلف الطوائف وخاصة في الملمات.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد