اوراق مختارة

كرة اليد اللبنانية تبحث عن "الهوية والجماهير" والارتقاء بين الألعاب الشعبية

post-img

سامر الحلبي (صحيفة الديار)

على الرغم من تاريخٍ يمتدّ لعقود ومحطات لامعة في بعض المدارس والجامعات، لا تزال كرة اليد اللبنانية واحدة من الألعاب الجماعية التي تعيش في الظل، تبحث عن جمهورٍ يلتف حولها واتحادٍ يمتلك رؤية، وأندية قادرة على الاستثمار في مستقبلها.

تُقام مباريات الدوري اللبناني لكرة اليد غالبًا أمام عشرات المشجعين فقط، على عكس كرة السلة وكرة القدم. فغياب النقل التلفزيوني وضعف التغطية الإعلامية جعلا اللعبة شبه غائبة عن الرأي العام. حتى الأسماء اللامعة التي برزت محليًا، لم تستطع صناعة قاعدة جماهيرية واسعة.

أزمة بنية تحتية

معظم الأندية التي تمارس اللعبة تعتمد على ملاعب مدرسية أو قاعات مستأجرة، في ظل غياب قاعات رسمية بمعايير دولية. كما أن عدد الأندية الفاعلة تراجع خلال السنوات الماضية نتيجة الضائقة الاقتصادية، ما حرم اللعبة من منافسة قوية تساعدها على التطور.

ان المنتخب اللبناني قد حقق بعض النتائج المشرفة في مشاركات عربية وغربية آسيوية، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على مشروع طويل الأمد. فالتجمعات متقطعة، والموازنات ضئيلة، واللاعبون الهواة يتوزعون بين الالتزامات الجامعية والمهنية.

في المدارس والجامعات، تظهر بشكل متواصل مواهب شابة تمتلك السرعة والقوة والمهارات. لكن غياب برامج اكتشاف وتطوير يجبر معظم اللاعبين على التوقف المبكر. عدد قليل فقط ينتقل إلى الأندية، وأغلبهم يعتزل في سن مبكرة نتيجة ضعف الحوافز.

يرى الخبراء أن كرة اليد اللبنانية تمتلك كل عناصر النهوض إذا توفرت خطة اتحادية طويلة الأمد تتضمن دوري فئات عمرية وبث إلكتروني للمباريات لتعزيز حضور اللعبة وبرامج تدريب مع مدربين أجانب لتطوير المستوى الفني.

وتعاون مع المدارس لإعادة إحياء المنافسات الطلابية ودعم الشركات لأندية قادرة على الاستمرار.

شهادة لاعب

ومتابعة لهذا الملف تحدث اللاعب أحمد شاهين لـ"الديار" وهو يتواجد حاليا في قطر بحثا عن لقمة العيش ومستقبل أفضل وسبق له أن لعب الموسم الماضي مع الشمال القطري فيقول بداية: "تعيش لعبة كرة اليد اسوأ حالاتها تاريخياً غياب تام للإهتمام ادارياً من رأس الهرم حتى اصغر تفصيل مثل الاندية و الافراد قلة اللاعبين بالعدد وبالجودة حتى لو رأينا اعداد لاعبين مشاركين في الدوري او الكأس لكن ٩٠٪؜ من لاعبي لبنان يفتقدون للجودة والمستوى الجيد وقلة الفرق المشاركة حتى لو رأينا اعداد فرق بين الدرجة الاولى و الثانية الا ان هذه الفرق تشارك فقط للمشاركة و لإثبات وجودها، (افتقار للقيمة الفنية و الادارة وصلت لحدود عدم احترام اللعبة حيث هناك اندية تشترك بلاعبين لا يفقهون حتى بقوانين اللعبة).

يتابع شاهين: "نعاني من عدم وجود السبونسر لدعم البطولة من نقل تلفزيوني و حقوق رعاية وعدم اهتمام ببناء قاعدة لاعبين لإستمرار اللعبة حيث يقوم الاتحاد بدورة تخريج مدربين كل فترة لكن لا يوجد فرق و يقوم ايضاً بدورات تخريج حكام مع عدم وجود عدد كاف من المباريات لكي يشرف عليها الحكام، اخشى على لعبة كرة اليد من الزوال حيث وصلت الى ادنى مستوياتها الفنية و اقل عدد من الفرق و اللاعبين المهتمين كذلك عدم وجود خطة واضحة من المعنيين للنهوض".

يواصل: " عدم وجود عناصر شابة داخل الاتحاد و إن وجدوا ليسو اصحاب قرار التوحد بالافكار داخل الاتحاد خطر على الجميع وعلى وجود اللعبة ادنى سبل التطوير غير موجودة حتى المدارس لم تعد تعطي اهتمام لكرة اليد حتى الاولاد لا حماس لديهم تجاه كرة اليد لأنهم لا يشاهدون كرة اليد ( دوري الجامعات اقوى من دوري الدرجة الاولى رجال في لبنان حيث يوجد في دوري الجامعات ٤ فرق منافسة حقيقية على اللقب لكن دوري الدرجة الاولى منافسان فقط على اللقب ) .. أما عربياً و آسيوياً نحن بعيدون كل البعد حتى عن الجوار الذي التقط انفاسه بعد النكسات و الحروب و بنى فرقاً و منتخبات قوية ذلك لأنهم قاموا بالتغيير الإداري و الإتحادي ( الاشخاص المناسبين في المكان المناسب ) ووضعوا رؤيا وتصور مستقبلي للعبة…".

يختم: "التغيير ثم التغيير لصاحبي وصناع القرار هو الحل و الإتيان بدماء جديدة و البدء من الاساس دعم اندية بجدية تكوين لاعبين صغار و انشاء بيئة جيدة لهم و امكانات من تجهيزات و خبرات و منافسات ليكملوا المسيرة، مع العلم ان الاتحاد يستغل نجاح بطولة المدارس و الجامعات لينسبها له!!! ملخصاً العمل الجاد بدماء جديدة و جعل كرة اليد للجميع لأن الان لولا وجود بعض العائلات العريقة التي تضم عدد من الاخوة او اولاد العم و لولا عدم وجود بعض القرى التى تضفي على كرة اليد الطابع الشعبي الجماهيري لما كان هناك كرة يد".

في الختام، وفي بلدٍ يعشق شعبه الألعاب الجماعية، تبدو كرة اليد قادرة على إيجاد مكان لها إذا حظيت بالاهتمام الكافي. فاللعبة سريعة، حماسية، ومثيرة… لكنها تحتاج فقط لمن يفتح لها الأبواب ويعيدها إلى الواجهة. فهل يكون القادم أفضل؟ أم ستبقى كرة اليد اللبنانية لعبة تبحث عن جمهور؟.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد