أوراق إعلامية

اقتحام مكتب «الجزيرة» في رام الله: الغزاة يواصلون حربهم على الإعلام

post-img

في موازاة ذلك، دأبت إسرائيل على التضييق على الصحافيين، آخرها إغلاق مكتب «الجزيرة» في رام الله الذي يديره وليد العمري. جاءت الخطوة استكمالًا للقرار العسكري الذي اتخذته قوات الاحتلال في شهر نيسان (أبريل) الماضي، وأمرت فيه بإغلاق مكتب «الجزيرة» في القدس. يومها صوّت «الكنيست» الإسرائيلي على قانون يسمح لرئيس وزراء العدو بنيامين نتياهو بحظر وسائل إعلام أجنبية تضرّ بـ «الأمن في إسرائيل» على رأسها «الجزيرة».

يمنح هذا القانون الذي اصطُلح على تسميته بـ «قانون الجزيرة» وأُقرّ بغالبية الأصوات، إمكان حظر بث القناة المستهدفة، وصولًا إلى إغلاق مكاتبها في فلسطين المحتلة. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت فجر أمس مكتب «الجزيرة» في رام الله، وأمرت بإغلاقه 45 يومًا بناء على «قرار عسكري». وصادرت الأجهزة والوثائق وأوقفت البثّ وقام جنود الاحتلال بتفجير باب البناية الحديدي. وكشف مدير مكتب «الجزيرة» في رام الله وليد العمري في مداخلة معه، أنّ قوات الاحتلال مزّقت صورة الصحافية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي كانت معلّقة على واجهة مكتب رام الله. وصادرت قوات الاحتلال الوثائق من مكتب «الجزيرة». ونشرت الأخيرة فيديو للعمري والمراسلة جيفارا البديري خلال اقتحام المكتب. كما منع الاحتلال استخدام سيارة الصحافيين، وأوقف بثّ القناة. وجاء قرار العدو إغلاق مكتب «الجزيرة» في رام الله على خلفية التغطية الإخبارية للقناة القطرية من فلسطين المحتلة.

في المقابل، توضح المعلومات أن «الجزيرة» استقدمت فريق عمل كاملًا لها من الدوحة. وقد وصل إلى بيروت قبل ساعات قليلة. وفتحت الشاشة هواءها مباشرة لتغطية العدوان على لبنان، وقد استمرت أمس قرابة ثماني ساعات متواصلة. وتوضح المصادر أن الشاشة القطرية استدعت فريق عمل، على رأسه المقدّم حسن جمول ومخرجون وصحافيون. والتحق الفريق بمكتب بيروت الذي يديره مازن إبراهيم وتم توزيعه على مختلف المناطق في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية وغيرها. وتشير المصادر إلى أنّ الحدث اليوم في لبنان، لمتابعة التطورات على إثر اغتيال العدو الإسرائيلي مجموعة مجاهدين من قوة «الرضوان»، وتبعه لاحقًا قصف المقاومة لمواقع إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة. وتؤكد المصادر استمرار التغطية من قلب غزة، لأن الحدث مترابط بين غزة ولبنان، والتطورات الأمنية في لبنان هي بمنزلة امتداد للحدث الفلسطيني.

في هذا السياق، كان الإعلام الفلسطيني وبعض القنوات العربية والخليجية، هدفًا للعدو الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. إذ استهدف العدو عمدًا أكثر من 160 صحافيًا وإعلاميًا على مدار عام. وكانت عمليات القتل ممنهجة بهدف منع نقل صورة الجرائم التي يرتكبها العدو بحق الأطفال والمدنيين. ورغم الاستهداف، بقيت وسائل الإعلام وبعض صفحات الناشطين على السوشال ميديا، تنقل وقائع المجازر الصهيونية في غزة.

وقد استشهدت مجموعة من الصحافيين والمصورين العاملين في قناة «الجزيرة» آخرهم المراسل إسماعيل الغول (1997-2024) مع زميله المصوّر رامي الريفي. كما قتل العدو كلًا من الصحافي حمزة وائل الدحدوح (1996-2024) وزميله المصور مصطفى ثريا أثناء قيامهما بواجبهما في مناطق في غرب غزة، إلى جانب استشهاد المصوّر سامر أبو دقة (1978-2023) وإصابة زميله وائل الدحدوح في منطقة خان يونس.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد