لاحقًا، خفّ وهج التغطية مع أوقات الهدوء المتقطّعة التي عاشتها تلك الجبهة، قبل أن ترتفع نسب التغطية بشكلها الأقصى أخيرًا مع توسيع العدو الإسرائيلي ضرباته الأسبوع الماضي، تزامنًا مع اغتيال قوة من «الرضوان» في ضاحية بيروت الجنوبية، وتوسيع المقاومين جبهة القصف على شمالي فلسطين المحتلة. هذه التطورات غيّرت صورة المشهد الإعلامي، مع تركيز نشرات الأخبار العربية على الحدث اللبناني وربطه بالتطورات في غزة حيث يواصل العدو جرائمه.
هكذا، تشهد الساحة الإعلامية وصول إعلاميين من مختلف الجنسيات مع قرار القنوات توسيع مكاتبها في بيروت لتغطية الحدث. وزّعت الشاشات مراسليها على مختلف المناطق اللبنانية، بدءًا من جنوب لبنان مرورًا ببيروت، وصولًا إلى مدينة بعلبك، فكيف هو المشهد الإعلامي حاليًا؟.
في هذا السياق، تصف بعض المصادر المطلعة على ملف الإعلام، الوضع بأنه يشهد فوضى لا مثيل لها. وتلفت المعلومات إلى أنّ الساحة تغيب عنها الضوابط والشروط التي تحدّد معايير العمل الإعلامي، وكيفية التغطية من قلب الحدث وسط تقصير وزارتي الإعلام والاتصالات وبعض الجهات الأمنية، في تحديد أسس التغطية الإعلامية وصورتها عبر السماح بإدخال المعدات إلى لبنان. إذ يمكن لأيّ إعلامي السفر إلى لبنان والتغطية سواء بهاتفه الذكي أو عبر الكاميرات، ونقل الأحداث وخرق بعض الخطوط الحمر في التغطية، أكان عبر تخطي الأماكن المسموح فيها بالتصوير أو الكشف عن وجوه البعض، ما يُدخل البلد في فوضى سيكون تأثيرها على مختلف الجبهات.
على الضفة نفسها، تشير المصادر إلى أنّ مجموعة من القنوات اكتفت بفريقها الإعلامي الموجود في بيروت الذي استقدمته عند اغتيال القائد العسكري في «حزب الله» فؤاد شكر في نهاية شهر تموز (يوليو) الماضي، بينما أكثرية القنوات الأخرى عزّزت فريقها في لبنان واستقدمت مجموعة من مراسليها من خارج البلاد. فقد تصدّر الخبر اللبناني أولى نشرات الأخبار العربية والخليجية والمحلية، واستقبلت المحللين العسكريين والإعلاميين. والتحقت غالبية الشاشات العربية بالحرب النفسية التي يشنّها العدو، عبر الترويج للأخبار الإسرائيلية وبثّ الذعر في نفوس المواطنين.
كما وصل فريق من القنوات الأجنبية من بينها Cnn و abc إلى بيروت، واستقرّ في أحد فنادق العاصمة استعدادًا للتغطية. في المقابل، فتحت القنوات هواءها مباشرة، وقسّمت شاشتها إلى نوافذ عدة. حافظت شبكة «سكاي نيوز» الإماراتية على فريقها الإعلامي الموجود في بعض المناطق اللبنانية، بينما وسّعت «الجزيرة» تغطيتها الإعلامية لتشمل المناطق اللبنانية كافة. واستقدمت الشبكة القطرية فريقها من الدوحة إلى بيروت.
أما بالنسبة إلى قناة «الغد» المصرية، فقد انضم إليها حديثًا الإعلامي سامي كليب وانطلق بتقديم نافذة يومية سياسية. يستقبل كليب مجموعة محللين وصحافيين للوقوف على آخر التطورات الأمنية. وكان كليب قد وقّع عقدًا قبل أقل من عام مع «الغد»، لكنّ إطلالته تأخّرت على الشاشة بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة. كذلك الحال بالنسبة إلى قناة «روسيا اليوم» حيث ينطلق مدير مكتب بيروت عمر صالح، قريبًا ببرنامجه التلفزيوني الجديد الذي سيدور حول آخر التطورات.