لقد استغرقت "إسرائيل" ما يقرب من عام كامل للعثور على معظم كبار قادة حماس والقضاء عليهم، ولم تتمكّن بعد من قتل زعيمها يحيى السنوار. ومع أن "إسرائيل" كانت على علم بشبكة الأنفاق الضخمة التي حفرتها حماس تحت الأرض، إلا أنها فوجئت بحجم النفق مع كشف القوات ببطء عن مجموعة الأنفاق في أثناء الحرب. وما تزال "إسرائيل" تعمل لتحديد مكان الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة.
يبدو أن الخطأ في الحسابات كان السبب في حدوث هجمات أكتوبر/ تشرين الأول؛ فقد أعطى السياسيون "الإسرائيليون" الأولوية القصوى لتهديد حزب الله قبل الحرب الأخيرة. ولم يكن ذلك عبثا، إذ إن قوة حزب الله تفوق قوة حماس. ولكن "إسرائيل" ذهبت بعيدا في الفكرة وحولت معظم تركيزها على حزب الله.
لقد اعتقدت "إسرائيل" أن تهديدات حماس كانت تحت السيطرة إلى حد كبير. ولكن نوع المعلومات الاستخباراتية اللازمة لهزيمة حماس على الأرض في غزة لم يكن موجودا: ببساطة لم يتخيل القادة الصهاينة الحاجة إلى الاستعداد لمثل سيناريو أكتوبر.
بعد 11 شهرا من الحرب؛ تدعي استخبارات العدو تحسنها بشأن غزة، مع قيام القوات بمصادرة الوثائق والأقراص الصلبة، واستجواب عملاء الشاباك لعناصر حماس الأسرى، لكن الضرر الذي وقع بالفعل لا يمكن تجاهله؛ فقد فقدت أكثر من 1600 مدني وجندي، وما يزال العشرات من الرهائن الأسرى في أنفاق حماس.
بالمقارنة مع العقود الماضية كانت "إسرائيل" قادرة على هزيمة جيوش عربية متعددة في أقل من 3 أسابيع. أما الآن/ ومع هذا الفشل الاستخباراتي، والذي فشل في التنبؤ بهجوم أكتوبر بعد 50 عامًا، لا يبدو أن الصراع يتجه نحو الحل في أي وقت قريب. بل على العكس تماما؛ فقد يتوسع إلى حرب أكثر صعوبة مع حزب الله وربما قوى إقليمية أخرى لا تريدها "إسرائيل".
إن السبب وراء ذلك هو أن العمل الاستخباراتي والنجاحات التكتيكية المذهلة لا تؤدي في حد ذاتها إلى تحقيق الانتصارات. ففي أيدي القيادات المتزنة التي تركز على الفوز بالحرب قبل كل شيء، تشكل هذه النجاحات عناصر أساسية لتحقيق هذا النصر. وبعد مرور ما يقرب من عام على بدء الحرب، ما يزال من غير الواضح ما إذا كانت "إسرائيل" تمتلك مثل هؤلاء القادة.