تكوّن الجيش الصهيونيّ أساسًا من كبرى العصابات الصهيونيّة، عصابة الهاغاناه، خلال اغتصاب فلسطين سنة 1948، وما تزال عقليّة العصابة تحرّكه وتتحكّم به.
هو لا يعرف الشرف العسكريّ ولا الرجولة ولا الفروسيّة. يتحكّم به الحقد وشهوة الانتقام، ويمارس الغدر بأبشع صوره. هو لا يثبت في المواجهة، ويقاتل خلف المدرّعات والحصون التي تحميه من المنازلة: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ} ۚ وعندما يهزم أمام عدوّه ينتقم من الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال والرضّع.
لقد صرعته المقاومة في الميدان؛ فانتقم من المسعفين على بعد مئة كيلومتر. لكنّ بأسه يصبح شديدًا تجاه العزّل، ويمارس "بطولاته "ضدّ الأسرى، فقد سحق بالدبابات مئلت الأسرى المصريّين في الام 1967.
أمّا المقاومة؛ فتمارس أسمى أخلاق الرجولة، هي تقاتل وجهًا لوجه، ولا تستهدف سوى المراكز العسكريّة والأمنيّة، بينما يمارس الجيش العصابة القتل خارج الميدان وبالقصف الجويّ يستهدف الآمنين. والغرب المتشدّق بحقوق الانسان والدمقراطيّة، يمدّه بكلّ وسائل البطش الي تُزهِق أمام عينيه الأرواح البريئة وتقطّع أوصال الأطفال.
إنّ الصهاينة لا يعترفون ببشريّة الشعوب الأخرى "الغوييم"، أي كلّ الناس، لكنّ الغرب لا يقلّ عنصريّة عن الصهاينة، بدليل دعمهم اليوم، وبدليل ما قتله من البشر في العالم الثالث وما يقتله في الوقت الذي يستنفر من سان فرنسيسكو إلى بحر البلطيق عندما يُمَسّ الانسان الأبيض، وما حربه العالميّة ضدّ روسيا بسبب أوكرانيا إلّا المظهر الصارخ لهذه العنصريّة.
إنّ منظومة التمييز العنصريّ الغربيّة تريد خضوعنا المطلق وتسايمها مقدّراتنا وثرواتنا. وأن نتحوّل إلى مجرّد مستهلكين لمنتجات مصانعها، والجبش العصابة، وهو جزء من هذه المنظومة، يريد إلى جانب ذلك سحقنا وقتل أكبر عدد منا ليقيم شرق أوسطه الذي يحلم به. ولكنّ قتل الأبرياء لن ينقذه من رصاص أبطال المقاومة المستعدّين ليلقّنوه في كلّ ساعة درسًا جديدًا إلى أن يتلاشى وتتخلّص الشعوب من شروره.