مَن يتصفّح جريدة «الشرق الأوسط» السعودية، يخال أنه دخل بالخطأ إلى موقع أو وسيلة إعلامية ناطقة باسم العدو الإسرائيلي. فالصحيفة التي أسست في العام 1978 تحوّلت إلى بوق للترويج للدعاية الإسرائيلية وتصوير لبنان منهزمًا في الحرب.
مع إعلان العدو بدء عملياته البرية في جنوب لبنان قبل ثلاثة أيام، سخّرت الصحيفة فريق عملها ومواضيعها لممارسة الحرب النفسية على اللبنانيين، وبث روح الهزيمة في دواخلهم.
إذ جاءت «مانشيت» طبعتها الإلكترونية بعنوان: «إسرائيل تعبر الحدود ولبنان يستنجد بالخارج». طبعًا، تبيّن لاحقًا أنّ كل ذلك عار عن الصحة، حتى إنّ العدو الإسرائيلي نفاه لاحقًا، مؤكدًا أنّه لم يدخل الأراضي اللبنانية، قبل أن تتوالى أخبار قتلاه من الجنود على جبهة لبنان الجنوبية. لكن الوسيلة الإعلامية المطبوعة لم تنشر أي اعتذار، ولم تصحّح معلوماتها، ما يؤكد إصرارها على نشر الذعر وتلميع صورة العدو الذي يشنّ حربًا نفسية وعسكرية على المدنيين من اللبنانيين.
في المقابل، جنّدت الجريدة التي يرأس تحريرها الصحافي اللبناني غسان شربل، صفحات طبعتها بعدديها الورقي والإلكتروني، للترويج للدعاية الإسرائيلية بعد ضرب إيران الأراضي المحتلّة. إذ أوردت في أحد أخبارها: «البرنامج النووي الإيراني دايمًا على الرادار... بنك أهداف واسعة يمكن أن تردّ به "إسرائيل" على الهجوم الإسرائيلي». لم يكن مستغربًا أن تروّج الصحيفة للسردية الإسرائيلية، فهي تعمل وفقًا للأجندة السعودية التي تريد التطبيع العلني مع العدو، فيما نقلت «ذا أتلانتك» في 25 أيلول (سبتمبر) الماضي أنّ ولي العهد السعودي أعلم وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن في محادثة خاصة أنّه لا يبالي بـ «القضية الفلسطينية».
كما كانت «الشرق الأوسط» قد أوقفت طبعتها الورقية اللبنانية قبل أكثر من شهرين ببناء على قرار من السعودية بعدم إعطاء حيّز مهم للساحة اللبنانية. وحوّلت الجريدة فريق عملها إلى الموقع الإلكتروني مع إصدار طبعة pdf لبنانية فقط، بينما واصلت إصدار باقي طبعاتها العربية والدولية. أتت هذه الخطوة بعد تراجع عدد قرّاء الصحيفة في لبنان، في مقابل تعزيز حضور الصحيفة في السعودية.