المناقشات التي تواصلت لليوم الثاني بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي، محمد بن زايد، تركزت على محاولة الوصول إلى تصور مشترك بشأن لبنان وغزة، مع ظهور تباين واضح بين الطرفين، ما يؤخّر قيام الإمارات بأيّ مبادرة مع الإسرائيليين لضمان الحد الأدني من الهدوء للسماح بالدعم الإنساني وإرسال المساعدات الى غزة ولبنان أيضاً.وتقول مصادر مصرية إن أزمة الاتصالات الجارية مع واشنطن ولندن وباريس وتل أبيب مرتبطة برغبة هذه القوى في الإقرار بعدم وجود أي ترابط بين غزة ولبنان، مع تزايد المؤشرات على رفض الأميركيين أيّ تدخل، حيث يعتقدون «أن الفرصة سانحة الآن لإنهاء سيطرة «حزب الله» على لبنان».
وكان ملف لبنان حاضراً في مشاورات وزير الخارجية بدر عبد العاطي مع نظيريه السعودي والفرنسي، ومع الرئيس نجيب ميقاتي. وقالت مصادر مصرية ان عبد العاطي أكد ليس فقط على احترام السيادة اللبنانية، بل على وجوب استقلال القرار اللبناني في ما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية. ويقول ديبلوماسيون مصريون إن القاهرة أبلغت جميع الأطراف معارضتها استغلال الظرف الحالي لفرض رئيس وحكومة خلافاً لرغبة اللبنانيين. واذ يقدر المصريون استمرار العدوان على لبنان لأسابيع، فإن مسؤولين أمنيين مصريين حذّروا من تداعيات التصعيد الإسرائيلي واحتمال فتح مزيد من الجبهات، وإن المخابرات المصرية تعتبر أن الربط بين الجبهات أمر لا مفر منه.
وقد تلقى المصريون إشارات أميركية عن احتمال استهداف إسرائيل لبنى تحتية في لبنان، قد يكون من بينها مطار رفيق الحريري تحت ذريعة استخدامه في نقل أسلحة إيرانية مع التأكيد بأن الاتصالات التي تجرى في الوقت الراهن هدفها عدم «تأثر المرافق الحيوية»، لكن المسؤولين الأميركيين يؤكدون عدم معرفتهم طبيعة الاستهدافات الإسرائيلية قبل تنفيذها. ويعتقد المسؤولون المصريون أن نجاح المقاومة في ضرب القوات الإسرائيلية سيصعب قرار توسيع العدوان.