أوراق إعلامية

«سكاي نيوز عربية»... غرفة الأخبار باتت غرفة سوداء!

post-img

منذ انطلاقها في العام 2012، كان حلم القائمين على شبكة «سكاي نيوز عربية» الإماراتية بأن تكون في مقدمة القنوات الخليجية الإخبارية التي تحقق نسبة مشاهدة عالية. ذلك الحلم لم يتحقق، إذ بقيت الشاشة ضعيفة رغم الميزانية الضخمة المرصودة لها، ولم تستطع منافسة حتى القنوات الإماراتية المحلية.

لكن بعد أشهر قليلة على عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، أعلنت الشبكة عن تعيين الصحافي اللبناني المطبِّع مع العدو الإسرائيلي نديم قطيش، مديرًا عامًا لها في خطوة قيل إنّها ستتناسب مع المرحلة المقبلة في العالم العربي. ومنذ «الطوفان»، دأبت «سكاي نيوز» على تشويه صورة المقاومة في غزة والترويج للسردية الإسرائيلية بلا كلل، لكنّها فشلت في تحقيق أي إنجاز إعلامي أو سبق صحافي.

لكن مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على لبنان قبل أسبوعين، وجدت الشاشة الإماراتية أنّ هناك فرصةً ذهبية كي تكون صوت إسرائيل في الخليج العربي لبث الفتنة وتشويه صورة المقاومة اللبنانية والمشاركة في الحرب النفسية الصهيونية الممارسة على اللبنانيين. هكذا، انضمت إلى الإعلام الإبراهيمي الآخر، وباتت تنافس قناة «العربية» السعودية، ليس في التماهي مع السردية الإسرائيلية فحسب، بل أيضًا في تحوّلها إلى ماكينة حرب إعلامية في خدمة الدعاية الصهيونية.

في هذا السياق، تتولى شبكة «سكاي نيوز» الإماراتية دفة الترويج للعدو الإسرائيلي في حربه على المقاومة ولبنان. في إحدى غرف إمارة أبوظبي الإماراتية حيث مقرّ الشاشة، تجري عملية صياغة أخبار الشبكة بالشراكة بين الإماراتيين والعدو الإسرائيلي، لتكون الشبكة «سباقة» في نقل تصريحات قيادات العدو من بين القنوات الخليجية، وتقديم تبريرات للمجازر التي يرتكبها في لبنان، آخرها مجزرة أول من أمس في قلب بيروت.

وكانت الشبكة قد أثارت بلبلة أول من أمس ببث أخبار تحريضية تحمِّل فيها إيران مسؤولية استشهاد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله. إذ نشرت مجموعة أخبار نسبتها إلى مصادر إيرانية وادّعت أن «قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني يخضع للتحقيق بشأن تعرّضه للاختراق». ثم أضافت في خبر عاجل آخر: «الاشتباه في تخابر رئيس مكتب قاآني مع إسرائيل. إصابة قاآني بأزمة قلبية ونقله إلى المستشفى خلال التحقيقات معه».

انتشر الخبر كالنار في الهشيم، ونقلته غالبية الوسائل الإعلامية اللبنانية والخليجية حرفيًّا من دون التأكد منه أو حتى إعطاء تأكيدات على صحة الخبر الذي يحمّل إيران اغتيال السيد ويبرِّئ إسرائيل من جريمتها.

في المقابل، تابعت «سكاي نيوز» أول من أمس عملية تسويغ مجازر العدو في منطقة البسطة (بيروت) قائلة إنّ الضربة استهدفت «موقعين لحزب الله»، على حد تعبيرها. لم تمر ثوان على الغارة العنيفة حتى نشرت الشبكة خبرًا يفيد بأنّ الضربة استهدفت وفيق صفا قائد وحدة الارتباط في «حزب الله»، ضمن خطوة تبرّر المجزرة التي راح ضحيتها عشرات الشهداء الأبرياء من أطفال ونساء ورجال. وانشغلت الشبكة ببث تقارير وأخبار هاجمت فيها صفا، وراح الإعلاميون الذين يعملون في القناة، يفنّدون سيرة صفا ويبثون الفتنة بين اللبنانيين، قبل أن تنفي قناة «الجزيرة» لاحقًا خبر اغتيال صفا، مؤكدة أنّه لم يكن متواجدًا في منطقة البسطة.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد