تواصل «العربية» بجهد تلميذ نجيب خدمة الأجندة والبروباغندا الصهيونية منذ اندلاع «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، حتى استحقّت إشادة الإعلام والمسؤولين الإسرائيليين بها على الملأ! وبعدما شاهدت التضامن العربي العابر للمذاهب والانتماءات مع أمّ القضايا، أي فلسطين، ها هي تلجأ إلى سلاح الصهاينة الأول في المعركة، أي بثّ الفتنة المذهبية والطائفية بين الشعوب العربية.
منذ الحرب الإسرائيلية على لبنان في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي، برز التضامن اللبناني الواسع والتصدّي للمحاولات الفتنوية الرامية إلى إشعال الحرب الأهلية بما يخدم الأجندة الصهيونية. لذا، فتّشت الشبكة السعودية جيدًا في الملفات الداخلية، ووجدت أن قضية مقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري (1944-2005) قد تخدم "إسرائيل" في مراميها. انطلاقًا من هذه السياسة، أخرجت القناة من الأدراج ما سمّته بـ «وثائقي» يتطرق إلى قضية اغتيال الحريري. «مَن قتل الحريري... القصة الكاملة والحقيقية لاغتيال رفيق الحريري» عنوان برومو بدأت الشبكة السعودية بالترويج له، بعدما استثمرت الإعلام الخليجي المتصهين وبعض الإعلام اللبناني قضية الحريري من دون تحقيق هدفها بإشعال الحرب الأهلية.
في هذا السياق، أعلنت الشبكة التي تتخذ من الرياض مقرًا لها، عن مشروعها الوثائقي في ظل مرحلة مصيرية يمر بها لبنان، وانطلاق الحديث عن التحضير للفتنة الطائفية في المرحلة المقبلة. مخطّط صرّح به علنًا رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو حين خيّر اللبنانيين بين الحرب الأهلية أو تحويل لبنان إلى غزة، وها هي بعض الأطراف الداخلية والخليجية تشنّ بدأب حربها النفسية على اللبنانيين وتعمل على شق الصفوف. لكن المخطط يواجه بالتضامن والتكافل بين اللبنانيين في ظل الحرب.
مع الإعلان عن وثائقي «العربية»، راحت التساؤلات تطرح حول أسباب إثارة الشبكة للموضوع في هذا الوقت بالذات حيث يباد اللبنانيون أمام أنظار العالم وسط صمت دولي وعربي مُطبق، وخصوصًا من المملكة العربية السعودية. وأشارت التعليقات إلى أنّ المملكة شريكة في مخطّط إشعال الفتنة بين اللبنانيين، وتعمل جاهدة على التفرقة بينهم، وخصوصًا أنّ سعد الحريري اعتقله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكفّ يده سياسيًا ونفاه إلى خارج لبنان، فيما يعيش منذ سنوات في الإمارات العربية. كما حاولت الشبكة العربية على مدار سنوات، تشويه سمعة سعد الحريري عبر عدد من التقارير الإعلامية. وأجمعت التعليقات على أنّ العدو بدأ التحضير للفتنة الداخلية بعدما فشل في تدمير المقاومة اللبنانية عسكريًا. بالتالي، لجأ إلى استعمال أدواته الإعلامية وعلى رأسها «العربية» التي تعمل على تأجيج الخلاف الطائفي وتطبيق أجندات العدو الإسرائيلي.