الأهل الأعزاء، أشرفَ الناس، وأطيبَ الناس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
في هذه اللحظة الحاسمة من الصراع بين محور المقاومة ومحور الشر يتحرّكُ الشيطانَ الأكبرُ، أمريكا وأذنابُها، شذاذُ الآفاق مغتصبو الأرض والمقدَّسات، وكُلُّ الّذين يرضون بأن يكونوا خدمًا للصهاينة بمشروعِ الشرقِ الأوسطِ الجديد، بقصدِ قَطْفِ ثمارِ المعركةِ التي ما تزالُ في بداياتها، والتي يُكسِّرُ فيها الأبطالُ"سِهامَ الشّمال" على صخورِ قلاعِ عيتا ومارون ويارون والعديسة وبليدا ومحيبيب وميس الجبل وكفركلا واللبونة والناقورة، وغيرِها من المواقع الحصينة، ومن هذه الثمارِ انتخابُ رئيس جمهوريّةٍ وفرْضُ أمرٍ واقعٍ على المطار الذي يقومون بتفتيشه، وغير ذلك من أمورٍ تدلُّ على الاستِقواءِ والاستِعلاءِ، وقطفِ ثِمارٍ ليْستْ موجودةً إلّا في أوهامهم.
إنَّ هؤلاءِ لم يقرأوا ما جرى للشيطانِ وأتباعِهِ، منذ العام 1982 إلى اليوم، ولم يتعرّفوا روحيّةِ هذا الشعبِ الحُرِّ الأبِيِّ، عنيتُ أشرفَ الناسِ الذين لا يعرفونَ الهزيمةَ أبدًا، لأنّهم مؤمنون بإحدى الحسنيين: النصرِ أو الشهادة.
لهؤلاءِالمُستعجِلينَ نقول:
ما تهويلُكم سوى "جعجعةٍ" من دونِ طحين.
ستصرُخونَ وتندمون، لأنَّ سماحةَ العشقِ الذي كان حريصًا على عدم معاقبتِكم، على كلّ ما فعلتموه، وما تزالون تقومون بهِ، من تحريضٍ دمويٍّ ألْحَقَ بالشعبِ الصابرِ ما اِضْطُرَّهُ، مؤقّتًا، لمغادرةِ أرضِهِ التي سقاها من عرقِهِودمِه،ورسمَ عليها خارطةَ العزِّ والكرامةِ والإباء ارتقى .
إنّني أُذَكِّرُكُمُ الآنَ بما قالَهُ عُشّاقُ البَذلِ والشهادةِ والعطاءِ، في رسالتهمُ الأخيرةِ، إلى سماحةِ العشقِ المُقيمِ أبَدًا في قلوبنا وعقولِنا:
"كما وعدتَنا بالنَّصرِ دائمًا، فإنّنا نَعِدُكَ بالنصرِ الدّائمِ مُجدّدًا".
نعم ، إنّ هذا النصرَ الموعودَ، المطرّزَ بالدَّمِ وبأبهى آياتِ البطولة في المواجهة، يقول لكم:
ستندمونَ ولاتَ ساعةَ مَنْدَمِ.
مَنْ يستقوي على الشعبِ الشريفِ المقاومِ، بأمريكا و"إسرائيل"، فسَنُلحِقُهُ بهِما، وسينال عقابًا يستحقّه.
النصرُ ليسَ ببعيد، وما النّصرُ إلّامن عندالله العزيز الحكيم، وما نصرُ أمريكا و"إسرائيلَ" إلّا وهمًا وسرابا، والسلامُ على مَنِ اتَّبَع الهُدى.
بيروت في 11/10/2024